نحن غالباً ما نتمسك بالأفكار السلبية والانفعالات التي تؤثر سلباً في صحتنا العقلية والجسدية. أظهرت الأبحاث أن معدلات الضغط النفسي العالية يمكن أن تزيد عموماً إمكانية الوفاة بمعدل 50%. فهل يدفعك وضعك العقلي إلى حالة صحية متوترة لم تخترها؟
يحمل بعض الناس المزاج السيء والأفكار المدمرة معهم كيفما ساروا. يكفي أن تقرر ما إذا كنت ترغب في أن تتابع السير في هذا الدرب أم لا لتحدّد كيف تتصرف أو تتفاعل مع الأحداث لما تبقى من يومك أو ربما لفترة أطول. غالباً ما يتم تجاهل الأسباب الأساسية للسلبية ويركز المرء فقط على الآثار الجانبية للمشكلة الحقيقية. هل يذكرك هذا الكلام بشيء ما؟ يبدو كالطريقة السخيفة التي يعتمدها علم الصيدلة السائد: معالجة الأعراض وليس المرض!
الخروج من دوامة الضغط النفسي الذي يقصّر الحياة
يسهل التعرّف على الأشخاص الذين سقطوا في دوامة أسلوب الحياة السلبي هذه. فهؤلاء لديهم عبء على أكتافهم؛ لديهم ما يحاولون إثباته. لديهم روح متعجرفة وعينان متغطرستان. يشعر هؤلاء أن العالم كله يتربص بهم وأن النجاح مستحيل بكل بساطة. يكمن النجاح في التغلّب على هذه الذهنية السلبية التي تتحوّل في نهاية المطاف إلى أسلوب عيش سلبي.
هل لاحظت يوماً كم أنّ التخلي عن المزاج السيء أسهل من التمسّك به ؟ يلعب الكبرياء دوراً في أيّ نزاع أو خلاف. يشعر الشخص بأن غضبه “مبرر” بحسب تقويمه الشخصي للوضع. وعندما يشعر المرء بالغضب، يجد ويختلق غالباً الأسباب الموجبة لاستمرار هذا الغضب، إلى حدّ الوصول إلى تضخيم المشاعر السلبية أكثر ! هذا هو أسلوب الحياة السلبي الذي يسبب الضغط النفسي والذي من شأنه أن يقصّر حياتك بمعدل النصف !
ولكن من حسن الحظ أن ثمة طرق لمواجهة هذا التهديد الخطير للصحة.
عادة ما يخطّ معظم الناس مآزقهم الاجتماعية والعاطفية بأنفسهم. وفي حين يمكن أن يفضي هذا إلى الأفكار والمشاعر السلبية نفسها التي تقضي على حيويتك، فقد يساعدك هذا أيضاً على التغلّب عليها. من السهل جداً التخلّص من هذه الأعباء التي لست مضطراً لحملها. في الواقع، إنّ المسألة أكثر من بسيطة… فعقلك يتحكّم تماماً بمشاعرك وانفعالاتك !
لقد بيّنت الدراسات أنّ الأفكار الإيجابية والتعبير عن الذات يمكن أن تعزز الصحة عموماً. ومن الملفت أنّ هذه الممارسات تساعدك على إجراء الخيارات المناسبة والتغلّب على الأعباء الصحية. وهي النقيض التام للسلبية التي تسبب الضغط النفسي.
في النهاية، لم نُخلق في هذه الحياة لنهدرها في التمسك بالأحقاد والضغائن والخلافات المرتبطة بالكبرياء. وحتى لو كان سبب أفكارك السلبية مشروعاً، فإن صبّ الزيت على النار لن يسبب الألم لأحد سواك على المدى البعيد. لا تدع الأعباء السلبية التي تسلبك حياتك تتغلّب عليك حتى فيما أنت تواجه المحن أو الإحباط. الجأ إلى الطاقة الإيجابية في مواجهة المشاعر السلبية. حاول أن تضخّ هذه الطاقة في داخلك وفي حياتك.