انتباه : الصور في هذه المقالة قد تصدمكم ويمكن أن تؤثر على الأشخاص المرهفي الإحساس.
كانت Sonali Mukherjee صبية هندية عمرها 17 سنة، تضحك لها الحياة. كانت رئيسة اتحاد الطلبة في جامعتها، وكابتن في كتيبة من الجيش الهندي مخصصة للشباب. كانت سونالي طالبة ذات مستقبل واعد تحلم بمتابعة دراسة دكتوراه في علم الاجتماع. باختصار، كانت تملك كل شيء. لكن في غضون بضع ثوانٍ، هذا المستقبل المثالي تحطم مثل قصر من رمال.
كانت الصبية الشابة في منزلها عندما سمعت أصواتاً. تحققت سريعاً أن ثلاثة أشخاص مجهولين تسللوا إلى داخل المنزل. عندما رأوا سونالي، حاولوا اغتصابها. لكن هذه الفتاة الشجاعة التي تتمتع بشخصية قوية، دافعت عن نفسها بشراسة.
فجأة، أحست سونالي بحريق رهيب. انتابها شعور بأنها تغرق في لهب النيران. الألم كان قوياً جداً، حاداً جداً، والكلمات تعجز عن وصفه. يجب أن لا يمر أي إنسان بهذا الألم وهذا العناء. لكن هذا بالضبط ما كانت تعيشه الصبية. في خلال لحظات، فقدت نظرها، وأيضاً سمعها. ثم أصبح كل شيء أسود.
عندما استيقظت سونالي في المستشفى، لم تستطع أن تأكل ولا أن تمشي ولا حتى أن تتكلم. حتى الأطباء بدوا عاجزين أمام حالتها. بشرة وجهها اختفت تماماً. لم تعد تملك لا أذنين، لا عينين ولا حتى جفنين. لم يبق منها إلا كتلة عظم ولحم بشعة. شرح طبيبها :”التحدي هو أن نعطيها نوعاً من الوجه الطبيعي، قريب مما يشبه شكلاً بشرياً”.
خلال بضعة أشهر، شعرت سونالي بألم لا يتوقف. عاشت حلماً سيئاً لا تستطيع أن تخرج منه. كابوس مرعب أصبح حقيقة.
خلال السنوات العشر التي تلت هذا الاعتداء المخيف، خضعت المرأة الشابة ل 22 عملية ترميم للوجه. عشر سنوات من العناء والبكاء بالنسبة لسونالي، ولكن ليس هذا فقط. من أجل تغطية تكاليف العمليات الجراحية وملاحقة المعتدين قضائياً، باع أبيها كامل أملاكه ومقتنياته. ولم يعد يملك شيئاً. “توفي أبي من الصدمة. وسقطت أمي فريسة للكآبة”.
إذا كانت حياة سونالي وعائلتها قد تدمرت بالكامل، فإن المعتدين أنفسهم لم يشعروا بالقلق إلا قليلاً. لم يمضوا في السجن سوى سنتين لاقترافهم هذا الفعل الوحشي غير الإنساني. سنتان فقط مقابل معاناة أبدية رهيبة لهذه المرأة الشابة.
ولكنها لم تتوقف عن الكفاح وقررت أن تشارك في البرنامج الهندي “من سيربح المليون؟”. أوضحت سونالي :”كنت بحاجة للمال وكنت أريد أن يعرف كل الناس ما تعاني منه ضحية اعتداء بالأسيد في هذه البلاد”. وتأثر الجمهور بوضع سونالي وبشخصيتها المدهشة.
قالت هذه المرأة الشابة لمقدم البرنامج :”لا أستطيع أن أراك ولكنني أستطيع أن أشعر بك”.
السعادة التي تعيشها يومياً هي الانتقام الحقيقي من المعتدين عليها. “ربما يكون الانتحار هو الحل الأسهل لضحايا الاعتداء بالأسيد، لكنني قررت أن أخطو خطوة إلى الأمام وأحارب ضد العنف”
تتمنى سونالي أن تمرر رسالة إلى كل الذين، مثلها، وقعوا ضحية هذه الأعمال الفظيعة : لا تستسلمن أبداً !
رغم الوحشية التي كانت ضحية لها، عرفت سونالي كيف تعيد بناء نفسها وتتقدم إلى الأمام. قوة طبعها وعاصفة الحياة فيها مؤثرة حقاً. نتمنى لها الأفضل من أجل مستقبلها ويبدو لنا أن البوادر جيدة !
إذا وجدتم هذه القصة التي قدمناها لكم من آي فراشة مؤثرة، شاركوها مع معارفكم.