على الرغم من أن العلماء وأصحاب القرار في الحكومات لطالما علموا بخطر الزرنيخ الموجود في ما نأكله وما نشربه، إلا أنّ التقريرين الكبيرين اللذين صدرا في اليوم نفسه (19 أيلول 2012) واللذين ذكرانا بالخطر والحاجة إلى بذل ما في استطاعتنا للتقليل منه أثارا القلق. نعم الزرنيخ.
إنه معدن طبيعي ذو تاريخ طويل كسلاح للقتل وكدواء أيضاً، وهنا تكمن المفارقة. إنّ معدّل تلوّث الطعام والمياه في بعض أنحاء العالم عالية جداً إلى حدّ أنه يتسبب بظهور أمراض في الجلد والمثانة والإصابة بسرطان الرئة.
في العام 2001، رأت الأكاديمية الأميركية الوطنية للعلوم أنّ الأشخاص الذين يشربون المياه الملوثة بالزرنيخ بنسبة 10 في البليون يواجهون خطر الإصابة بالسرطان على المدى الطويل. وتشير الأبحاث التي أجريت مؤخراً إلى أن الناس يستهلكون هذا القدر من الزرنيخ في نصف كوب من الأرز! صدر التقريران الجديدان عن إدارة الدواء والغذاء الأميركية FDA وعن مجلة “تقارير المستهلك” (Consumer Reports) المعروفة والمحترمة جداً. وقد ركّز التقريران على نسبة الزرنيخ المقلقة في الأرز وفي المأكولات المعالجة والمعدّة من الأرز. ترى مجموعة العمل البيئية أنّ ثمة ما يدعو للقلق يحتوي العديد من الأطعمة المعدة من الأرز وبعض عصائر الفواكه على معدلات عالية من الزرنيخ تتجاوز تلك المسموح بها في مياه الشرب.
وخلافاً لما يصرح به قطاع الصناعة الغذائية، يشمل التلوّث شكل الزرنيخ الذي يشكّل خطراً بارزاً على صحتنا. وبانتظار أن تتحرك الحكومات لمعالجة الأمر، إليكم بعض النصائح السهلة الاستخدام التي تساعدكم على خفض تعرضّكم وتعرّض عائلاتكم لمادة الزرنيخ
• قللوا من استهلاك الأرز. جربوا الحبوب البديلة كالكينوا، الشعير، البرغل، دقيق الذرة، الكسكسي. تؤكد الاختبارات التي أجرتها مجلة “تقارير المستهلك” أنّ نسبة الزرنيخ في الأرز أعلى منها في الحبوب الأخرى والفواكه والخضار.
ويعود هذا جزئياً إلى أنّ الأرز ينمو أحياناً في حقول عولجت بأدوية مبيدة للحشرات والطفيليات معدّة من الزرنيخ، كما يعود السبب في العديد من الحالات إلى أن نباتات الأرز تميل بشكل طبيعي إلى امتصاص واختزان الزرنيخ الموجود بشكل طبيعي في التربة والمياه. تقول إدارة الدواء والغذاء إنّ عليها أن تجري اختبارات على ألف عينة أرز إضافية لتحدد الأماكن التي ينمو في الأرز ذي خطر التلوّث الأكبر. إنما يمكن للمستهلكين أن يتخذوا خطوات وقائية.
• عندما تعدّون الأرز اغسلوه جيداً. اغلوا الأرز الأسمر في كمية كبيرة من الماء (كما تفعلون مع المعكرونة). ثمة أبحاث عديدة تشير إلى أنكم تستطيعون خفض نسبة الزرنيخ في الأرز بمعدل 30 إلى 40% إذا ما اتخذتم هذه الخطوة البسيطة (كلما زادت كمية المياه أكثر كلما كان أفضل). لسؤ الحظ أن الأرز الأبيض لا يحتمل جيداً هذا النوع من الطهي لكنكم تستطيعون خفض معدلات الزرنيخ عبر غسل الأرز الأبيض قبل طهوه.
• اعتمدوا نظاماً غذائياً متنوعاً. ابحثوا عن بدائل للمأكولات الجاهزة المعدة من الأرز كرقائق الفطور، ودقيق الأرز، والمعكرونة المعدة من الأرز، وكعك الأرز. من الخيارات الجيدة نذكر الشوفان والدُخن.
• قللوا من استهلاك المنتجات التي تستخدم شراب الأرز المركّز كمُحلٍ. ثمة دراسة حديثة قام بها علماء في جامعة درتماوث وجدت معدلات عالية من الزرنيخ في المأكولات المحلاة بشراب الأرز الأسمر المركّز والتي غالباً ما تسوّق كمأكولات “طبيعية”. إنّ مجموعة العمل البيئية قلقة بشأن هذه الدراسة. اقرأوا لائحة المكونات لتتجنبوا هذا المحلي كلما أمكنكم ذلك. ما يمكن للأهل أن يفعلوه لحماية الأطفال والأولاد:
• جربوا الخضار البرتقالية اللون كالبطاطا الحلوة واليقطين والموز والأفوكادو كأول أطعمة صلبة يتناولها الطفل بدلاً من الأرز المطحون. في الماضي، كانت النصيحة التي توجّه إلى الأهل تقضي أن يبدأوا بإطعام الطفل الأرز لأنه مغذٍّ ولا يسبب أي حساسية، لكن الإرشادات الغذائية آخذة في التغيّر. ولم يعد الأهل يُنصحون بتأخير إدراج الأطعمة التي قد تسبب حساسية ضمن نظام أطفالهم الغذائي إلا في بعض الحالات الاستثنائية. تشكّل الفواكه ذات الطعم غير الحاد والخضار أو حتى اللحوم مصادر أولى رائعة للعناصر الغذائية المكملة لغذاء الطفل الذي يتغذّى على الرضاعة الطبيعيّة أو يتناول الحليب المصنّع.
• استخدموا دقيق الشوفان لتخثير العصيدة التي تُعدّ للأطفال.
• لا تستخدموا حليب الأرز كبديل عن حليب البقر. تدعو سلطات سلامة الغذاء في بريطانيا الأهل إلى تجنّب استهلاك حليب الأرز كبديل عن حليب البقر للأطفال من عمر السنة وحتى أربع سنوات ونصف.
• ابحثوا عن مشروبات أخرى غير معدّة من الحليب واحرصوا على ألا يكون شراب الأرز المركّز من بين مكوّناتها كعنصر محلٍ. في العديد من الحالات، يمكن إعطاء الأولاد الذين يعانون من حساسية على الحليب الماء واعتماد مصادر أخرى للكالسيوم بدلاً من المنتجات البديلة المصنّعة والمعالجة.
المصدر موقع: EWG