تؤكد العالمة النفسية العائلية سفيتلانا ميركولوفا أن بعض العبارات التي تبدو في الظاهر بريئة، والتي نتلفظها بدون تفكير، يمكن أن تؤذي الصحة العقلية للصغار. لهذا عندما تتواصلون مع أطفالكم، هناك عبارات يجب أن تنسوها تماماً. إليكم بعضها من ifarasha.
“عندما كنت بعمرك، كنت تلميذاً جيداً جداً”
منذ ولادته حتى عمر 6 سنوات، يكون البابا والماما بمثابة آلهة بالنسبة للطفل، إنهما اللذان يمتلكان كل المعرفة وكل القدرة، إنهما هما اللذان يعلّمان ولدهما كيف يقيم روابط مع نفسه ومع العالم الذي يحيط به. هذه العبارة موضوع النقاش يمكن النظر إليها على أنها منافسة بين الأب أو الأم مع ابنهما، إنه كما لو أنهما يقولان له :” لن تستطيع أبداً أن تكون مثلي، مهما حاولت، أنا أفضل منك”.
الأطفال الذين يكبرون في هذا الجو يحاولون غالباً أن يظهروا لعائلتهم أنهم جيدون. هذا عادي، لأنه عندما نقول أشياء مماثلة، نحفز الجزء الأناني من فكر الولد، وهذا يدفعه لأن يريد بلوغ بعض الأهداف. لغاية الآن، لا شيء خطير. لكن المشكلة أن هناك مخاطرة في أن يرغب بفعلها ليس من أجله، لكن ليرضي أمه وأبيه، حتى يعتبرا أنه جدير بهما. عندما يكبر هؤلاء الأولاد، لا يستطيعون أن يبتهجوا بنجاحاتهم إلا إذا اعترف أهلهم بها، وهذا نادراً ما يحصل.
” كاترين حصلت على 20 في الامتحان، وأنت 18 فقط “
يفعل أغلب الأهل كل شيء مع أفضل النوايا. بدون شك، هم قد عاشوا نفس التجربة خلال طفولتهم، ولهذا هم يظنون أن “هذا ليس سيئاً، أنا أيضاً قيل لي هذا وانظر، لقد نجحت”. لقد استطاعوا أن “ينسوا” كم كان الأمر مؤذياً عندما كان البابا أو الماما يزدريان بهم قائلين :”هذا الولد أقوى منك”. في الواقع، هذا شيء مؤذٍ جداً، وهذا الألم يصاحب الأولاد حتى عندما يكبرون (وهو يخلق كراهية فورية نحو “كاترين”). يشعر الولد بالانزعاج عندما نقارنه مع رفاقه في المدرسة أو أخيه أو أخته. عندما يكبر، سيقارن نفسه دائماً مع الآخرين، ولكن دون أن تكون المقارنة في صالحه أبداً.
” أنت لست لطيفاً. لم أعد أحبك “
أو أيضاً “أحبك فقط عندما تفعل ما أقوله لك”. مع عبارات مثل هذه، يبدأ الولد ببذل كل جهوده لكي يتصرف “بالطريقة الصحيحة”، ويدع جانباً كل حاجاته ورغباته، إنه “ينمي لاقطاً” في داخله يجعله يتحزر ما يريده أهله. أخيراً، ينتهي الولد بإلغاء ذاته لدرجة أن لا يعود موجوداً. عندما يكبر، سيحاول أن يرضي الآخرين ويسعدهم، ويطبق في لاوعيه هذا المبدأ :”أريد أن أكون محبوباً، إذن يجب أن أرضي غيري وأعطيهم ما يرغبون فيه، لن أصغي إلى رغباتي الخاصة، سأفعل كل شيء لأرضي رغبات الغير”.
يجب أن نكون متنبهين جداً لهذا النوع من العبارات، لأن الأولاد يمكن أن يدفعوا ثمنها كل حياتهم. عموماً، قبل أن تقرروا أن تقولوا شيئاً لولدكم، فكروا جيداً. قلائل هم الكبار الذين يعون ما يقولونه، ويجب أن يصغوا إلى أنفسهم من حين لأخر. قوموا بالتجربة بينما أنتم تتواصلون مع ابنكم. ستكتشفون الكثير من الأشياء، وبعضها لن يعجبكم أبداً. لكنكم تستطيعون تغييرها.
إذا وجدتم هذه المقالة التي قدمناها لكم من آي فراشة مفيدة، شاركوها مع غيركم من الآباء والأمهات.