فشل نظامنا المدرسي المرتكز على التقييم والعقاب والثواب، ألا يجب أن يجعلنا نجفل ؟
لقد تابعت 5 سنوات من الدراسات العليا، ذهبت إلى المدرسة طوال 20 سنة وكنت دائماً من بين الأوائل في صفي، ولكن لدي شعور أنني لم أتعلم شيئاً تقريباً. لأنني تعلمت دائماً من أجل العلامات، من أجل أن أكون الأولى في صفي، من أجل أن يكون أهلي فخورين بي. لكن هل تعلمت شيئاً من أجلي، مدفوعة بحافز داخلي ؟ تقريباً أبداً. واليوم، نسيت كل شيء. ثقافتي العامة شبه معدومة وفكري منغلق مثل محارة مغلقة. و20 سنة من التنافس لم تمنحني ثقة بالنفس أكبر، مع أننا نعتقد أن تقدير مثل “جيد جداً” أو “ممتاز” يفعل هذا…لا، لقد أعطتني فقط حاجة عارمة لموافقة الآخرين ( أرجوكم أحبوني!!).
وماذا نقول إذن عن هؤلاء الذين وُضعوا في خانات منذ طفولتهم (“مشتت”، “كسول”، “لديه عيوبه”، “لا يريد أن يعمل”) والذين تبتلعهم دوامة الفشل المدرسي لأنهم يقال لهم مراراً وتكراراً إنهم لم يدخلوا القالب ؟
هذا القالب، المفترض أن يقوم بتشكيل العقول الصغيرة عندما تكون في حالة تكوين وفوران، كي تصبح ثروة مجتمع المستقبل، ألا يجب أن يكون مرناً وقابلاً للتكيف حتى يجد كل منا فيه ما يبحث عنه ؟ كل ولد لديه عطش للمعرفة ولكن لديه طريقته الخاصة بفعل هذا : النظام المدرسي لا يسمح إلا بطريقة واحدة لفعل هذا ويعاقب بقلم الحبر الأحمر، بالعلامات المتدنية وبالقصاص، أولئك الذين يحتاجون إلى طريقة أخرى للتعلم. يقول لهم هذا النظام إنهم فاشلون وهم يصبحون فعلاً هكذا.
أيضاً، عدم كفاءة نظام العدالة والسجون عندنا وعدم قدرته على جعل الأشخاص يتطورون في الطريق السليم، ألا يجب أن ينذرنا ؟ ليس لديّ الحل لهذا، لا أعرف ما يكفي لأتكلم بالتفصيل عن الموضوع. أقول بكل بساطة إن هذا هو الإثبات على أن العقاب لا ينفع. إذا كنا تصرفنا بطريقة خاطئة دائماً فهذا لا يعني أن تصبح هذه الطريقة جيدة.
كون مجتمعاتنا تسير بعناد نحو حائط مسدود، فهذا لا يعني أننا يجب أن نتكيف مع هذه المبادئ لنربي أولادنا.
بالعكس، إذا كان لدينا أمل في تغيير مجتمعاتنا، يجب أن نبدأ من المنبع وأن يمر هذا بالتربية. بقدرتنا، ذات يوم كما آمل، على تربية أولاد قادرين على التفكير بأنفسهم ( وليس استناداً إلى منظومة قيم مفروضة عليهم )، على أن يكونوا متعاطفين، مسؤولين، مستقلين، واثقين بأنفسهم، قادرين على التعامل مع عواطفهم بشكل صحي ويرغبون في أن يتعاونوا لا في أن يكونوا “الأفضل” و “الأوائل” و “الأقوى”…هذا يبدأ منذ الآن ? ?.
إذا أعجبتكم هذه المقالة التي قدمناها لكم من لا تترددوا في مشاركتها مع غيركم من الآباء والأمهات.