في تقرير صدر عن منظمة اليونيسيف سنة 2013، تبين أن الأولاد الهولنديين هم الأكثر سعادة في العالم.
من وقتها، طرحت أسئلة عديدة. ما هو سر الصغار الهولنديين ؟ ما الذي يفعلونه ويجعلهم سعداء هكذا ؟ كيف يمكن أن نستلهم منهم في تربيتنا ؟
لنرى هذا معاً.
أسرار الأطفال السعداء
أهل سعداء = أولاد سعداء
دائماً استناداً لتقرير الأمم المتحدة عام 2013، فإن الهولنديون هم رابع شعب من بين الشعوب الأكثر سعادة بعد الدانمرك، النرويج وسويسرا.
ليس غريباً أن يكون أحد أكثر الشعوب سعادة، أولادهم هم أيضاً بين الأكثر سعادة في العالم.
جزء كبير من اليوم مخصص للعب
في هولندا، تننتهي الدراسة في المدرسة باكراً، عند الساعة الثانية ظهراً. لهذا يمكن تخصيص فترة بعد الظهر للنشاطات خارج المدرسة. النهارات الطويلة في المدرسة ليست جزءاً من نظامهم اليومي.
بفضل هذا، قسم كبير من اليوم مخصص للألعاب وللنشاطات الرياضية.
الألعاب في الخارج لها الأولوية
كما يقول المثل “ليس هناك طقس سيء، الملابس فقط سيئة”!
إذا قدمتم إلى هذا البلد، سترون أولاداً يلعبون خارجاً كل الوقت !
سواء كانت تمطر، تثلج أو كان الطقس بارداً جداً، هناك دائماً أطفال يلعبون في الخارج.
عندما نعرف أن اللعب خارجاً مهم من أجل نمو الأولاد جيداً، نفهم ما الذي يعنيه هذا.
العائلة تأتي أولاً
76% من النساء و26% من الرجال في هولندا يعملون بدوام جزئي. وتقريباً نصف العائلات لديها يوم عطلة على الأقل في الأسبوع. العمل بنسبة 80% مشترك في هولندا. وقت الفراغ هذا يسمح للأهل أن يمضوا وقتاً أكثر فأكثر بقرب أولادهم.
من جهة أخرى، حتى لو كان وقت العمل في هولندا يقارب 40 ساعة أسبوعياً، فإن الدوام ينتهي عادةً بين الساعة 5 و5,30 مساءً، فترة المساء هي فترة مخصصة للعائلة.
كما تشير أرقام العمل بدوام جزئي، ليس فقط الأمهات من يمضين يوم عطلة مع الأولاد، الآباء يفعلون هذا أيضاً. من جهة أخرى، إذا قمتم بجولة في حديقة عامة للأولاد، سترون تقريباً نفس العدد من الآباء والأمهات !
لكن العمل بدوام جزئي له ثمنه أحياناً أيضاً. دور الحضانة مكلفة جداً، لذلك يلجأ الكثير من الأهل الهولنديين، من أجل توفير النقود، إلى العمل 4 أيام في الأسبوع حتى لا يتركوا أولادهم سوى 3 أيام. أحياناً يأتي الجد أو الجدة أيضاً كي يساعدا في توفير يوم إضافي.
تفضل المدرسة المهارات على المعلومات
يمضي الأولاد أغلب اليوم في المدرسة، لهذا يجب أن يشعروا بالسرور فبها !
قبل عمر 10 سنوات، من النادر أن يكون لدى التلاميذ الهولنديين واجبات مدرسية، إنهم مدعوون فقط إلى أن بتعلموا بسرور ومتعة.
في المدرسة، على الأقل خلال السنوات الأولى، تأخذ المهارات الأولوية على المعارف الأكاديمبة. عملياً، هذا يعني أن المعلمين يفضلون التركيز على صفات مثل الاستقلالية واحترام الآخر على أن يركزوا على المعارف في اللغات أو الرياضيات أو الجغرافيا.
تعليم يعطي الكثير من الاستقلالية للولد
عندما ننظر إلى الأهل الهولنديين، يتملكنا الانطباع أحياناً أنهم متراخين بحق أولادهم. في الواقع، إنهم يعطون الكثير من الاستقلالية لأولادهم وهذا منذ الصغر. منذ عمر 6 سنوات، يقوم بعض الأولاد بالتسوق وحدهم !
ينظر الهولنديون إلى الولد على أنه كائن كامل لديه رأيه الخاص. إنه ليس امتداداً لأهله. وهكذا من الطبيعي تماماً أن يأخذوا برأيه قبل أن بتخذوا قرارات تتعلق به. هذه الحرية الكبيرة التي يعطونها للأولاد تسمح لهم أن يقوموا بتجربتهم الخاصة عن العالم الذي يحيط بهم. وبواسطة اللعب خصوصاً، يتعلمون الاستقلالية ويطورون حسّ الإبداع.