في فصل الصيف، يرشّ الملايين هذا المركب الكيميائي على أجسادهم لتجنّب لدغات البعوض إنما يبدو أنّ طارد الحشرات أصبح أشبه بالمضادات الحيوية التي تفقد فاعليتها مع مرور الوقت.
كشفت دراسة نُشرت حديثاً في مجلّة PLoS أنّ البعوض أصبح أقل تأثراً بهذا المركب وحتى أنه تعلّم الآن كيف يغلق حواسه عند تعرّضه لهذه المادة.
درس الدكتور جايمس لوغان وزملائهمن كلية علوم الصحة والطب الاستوائي في لندن تأثيرات مركب DEET على البعوضة من نوع Aedes aegypti، المعروفة بأنها تلسع خلال النهار وتنقل أمراضاً قاتلة كالحمى الصفراء وحمى الضنّك. عرّض الدكتور لوغان وفريقه هذا النوع من البعوض لكميات قليلة من DEET وراقبوها على مدى ساعات عدة.
وما لاحظوه هو أنه بعد مرور ثلاث ساعات على التعرّض لمركب DEET، لم يعد العديد من هذه الحشرات ينفر من هذه المادة كما فعل خلال الساعات الثلاث الأولى.وتبيّن أنّ تعرّض هذه الحشرات لكميات ضئيلة من هذا المركب جعلها تطوّر نوعاً من المناعة حياله بحيث لوحظ أنه فقد فاعليته بعد ثلاث ساعات من التعرّض له.
ويشرح الدكتور لوغان نتائج الدراسة بقوله: “نعتقد أنّ البعوض يتعوّد على طارد الحشرات وهذا أشبه بالظاهرة التي نسجّلها مع حاسة الشم لدى الإنسان أيضاً. تظهر دراستنا أنّ آثار التعرّض للمركّب تدوم حتى ثلاث ساعات.” ويضيف أنّ البعوض الذي تعرّض من قبل لمركب DEET يتكيّف معه ويتعوّد عليه فيفقد هذا المركب تأثيره عليه.
يُعتقد أن المستقبلات الحسيّة (مستقبلات الجهاز الحسيّ)لدى البعوض تقفل تدريجياً بعد التعرّض لمركب DEET ما يجعل هذه الحشرات غير قادرة على شمّه أو الإحساس به. بالتالي، من المرجّح أن تعود هذه الحشرات التي تعرّضت لمركب DEET إلى بشرة الإنسان الذي رشّ المركب على جسمه وتحاول أن تلسعه لتمتص الدم كما لو أنه لم يُرش أبداً.
تستند هذه النتائج إلى بحث سابق أجراه الدكتور لوغان افترض وجود عامل جيني يجعل بعض أنواع البعوض لا يتجاوب مع مركب DEET. وأوردت مجلة Nature في العام 2010 أنّ بعض أنواع البعوض تطوّر إلى حدّ التغلّب على الآثار المتوخاة من استخدام DEET، وذلك بفضل جينة مسيطرة تتوارثها العائلات أحياناً.
المصدر Natural News