فجأة يتلقى الأهل رسالة من المعلم فيها ملاحظات تشير إلى عدم انضباط، إلى ميول للعنف تجاه الأولاد الآخرين، إلى تصرفات وقحة، إلى تشويش في الصف، ثرثرة، قفز على الكرسي ورمي كرات من الورق…يا للهول ! أين ذهبت التربية الحسنة التي جهدتم لتربوه عليها ؟
ما العمل ؟ تأنيبه في المنزل، مع كل ما قيل له في المدرسة ؟ معاقبته، حرمانه من الحلوى وألعاب الفيديو، منعه من الذهاب إلى عيد ميلاد رفيقه ؟
ولدكم يرمي كرات من الورق في غرفة الدرس ؟
يفاتحك المعلم عند الخروج من الصف :”يجب أن أتكلم معك، ابنك يخرب في الحصص، يرمي كرات الورق…” إنه كثير الهياج، عدواني، وقح، مشاكس…ابنك هو قائد الصف !
ما الذي قد يحدث في داخلكم :
• تندهشون كثيراً : لم تلاحظوا شيئاً من هذا. “في المنزل، ليس هكذا أبداً ! إنه بالأحرى لطيف ومطيع، وليس عنده مشكلة محددة…”
• تشعرون بالذنب :”أنا لست موجودة غالباً في المنزل، ربما يعبّر بهذه الطريقة عن أن حضوري ينقصه ؟”
• تغضبون من ولدكم :”ما بك ؟ أنت تعرف جيداً أننا يجب أن لا نفعل هذا !”
ما الذي قد يحدث عند الولد :
• رغبة في إثبات نفسه :”أنا موجود ! انظروا إليّ !” إنه يشعر بالضياع قليلاً في مجموعة كبيرة، والتهريج هي الطريقة التي وجدها ليجلب الانتباه نحوه، ليشعر أنه مميز.
• يشعر بخيبة الأمل من المدرسة، من المعلم أو البرنامج المدرسي. هذه حالة العديد من الأولاد في الحضانة الذي يذهبون إلى المدرسة ليتعلموا القراءة، الكتابة والحساب. ونتيجة لتكرار عدّ الأرقام حتى 5 وحروف اسمه، ينفر من التعلّم ويخلق “حالة من الفوضى”.
• مشكلة وتيرة التعلّم : لا بستطيع أن يركز فترة طويلة وفي لحظات محددة مفروضة عليه. ربما هو بحاجة أكثر صباحاً، أو مساءً، إلى بيئة هادئة ليستطيع أن يعمل… أو أن أيام الدراسة طويلة جداً، مقطعة كثيراً، في الداخل كثيراً أو في الخارج كثيراً…كل ولد لديه حساسيته الخاصة على الوتيرة المفروضة عليه، وقد يجد البعض صعوبة كبيرة في التكيف مع هذا.
إذا وجدتم هذه المقالة من آي فراشة مفيدة، لا تترددوا في مشاركتها مع غيركم من الآباء والأمهات.