كان البروفسور في علم النفس، الأميركي هارفي ميلكمان عضواً في فريق من الباحثين التابعين للمعهد الوطني الأميركي المهتمين بدراسة الإفراط في تعاطي المخدرات. كان عليه مع آخرين، أن يجيبوا على أسئلة مثل :
• لماذا يبدأ الناس في تعاطي المخدرات ؟
• لماذا يواصلون ؟
• متى يبلغون عتبة الإدمان ؟
• متى يتوقفون عن التعاطي ؟
• ومتى يعاودون التعاطي ؟
لماذا يبدأون ؟ “بالنسبة لطلاب المدارس، ما يلعب دوراً هو توفر المخدرات، أيضاً هم يحبون المخاطرة، هناك أيضاً الوحدة وأحياناً الكآبة”.
لكن لماذا يواصلون ؟ “إنها مسألة عتبة الإدمان أو القابلية للإدمان (…) قد يكون المراهقون في حالة استعداد للإدمان قبل حتى أن يباشروا بتعاطي المنتج، لأن التعايش مع الإفراط هو من ضمن عاداتهم”.
لعب ميلكمان دوراً في تطوير الفكرة التي تقول إن : الناس ينغمسون في تغيير كيمياء دماغهم. الأولاد المستهلكون بشكل منتظم يجرون وراء “نشوة”- قد يحصلون عليها عن طريق سرقة قطع السيارات والراديو و، من ثم فيما بعد، السيارات، أوعن طريق الأدوية المنشطة. بكل تأكيد، تغيّر الكحول في كيمياء الدماغ. إنها مهدئ يؤثر أولاً على الدماغ، يستطيع أن يزيل الكوابح ويحدّ من القلق، بجرعات محددة.
يمكن أن يصبح الناس مدمنين، سواء كان هذا على المشروب، السيارات، النقود، الجنس، الطعام، الكوكايين…فكرة التعلق السلوكي أصبحت ماركة التصنيع الخاصة بنا.
هذه الفكرة أعطت ولادة لفكرة أخرى :”لماذا لا ننسق حركة اجتماعية تساعد الناس في الوصول إلى حالات (ذروة) طبيعية في كيمياء دماغهم، لأنه يبدو واضحاً أن الناس يريدون أن يغيروا في وعيهم، بدون التأثيرات المؤذية للدواء”.
تجربة سابقة برهنت فعاليتها
في سنة 1992 في دنفر، حصل فريق عمل ميلكمان على منحة حكومية من 1,2 مليون دولار من أجل مشروعه Self-Discovery. وعرض الفريق على مراهقين أن يعيشوا “نشوة” طبيعية بديلة عن المخدرات والانحرافات السلوكية. شارك في المشروع معلمون، مستشارون وممرضون مدرسيون. هؤلاء الأولاد الأصغر من 14 سنة لم يكونوا بحاجة إلى علاج، ولكن كان لديهم مشاكل مرتبطة بالمخدرات وبجنح صغيرة.
“لم نقل لهم إنهم قدموا من أجل علاج. قلنا لهم إننا سنعلّمهم كل ما يريدون أن يتعلموه. موسيقى، رقص، هيب هوب،فنون قتالية…الفكرة كانت أن هذه الورش المختلفة يمكن أن تمنح تنوعاً في التغييرات التي تحدث في كيمياء دماغ الأولاد، وتعطيهم ما هم بحاجة إليه ليواجهوا الحياة بشكل أفضل”.
في نفس الوقت، حصل الأولاد على مهارات في الحياة تتمحور حول معرفة ذاتهم، التفكير بحياتهم، وبالطريقة التي يتفاعلون بها مع أشخاص آخرين.
بحسب رأي ميلكمان، حملة الوقاية من المخدرات لا تنجح لأن لا أحد يعيرها اهتماماً. ما هو ضروري، هو اكتساب مهارات في الحياة لاكتساب مناعة.
التزم الأولاد ببرنامج من ثلاثة أشهر…ولكن البعض بقي خمس سنوات.
إذا وجدتم هذه المقالة من آي فراشة مهمة، شاركوها مع غيركم من الآباء والأمهات.
انتظروا غداً : كيف أبعدت آيسلنده أولادها عن التدخين والمخدرات والكحول ؟