عموماً، الأولاد بعمرها يمضون نهارهم في المدرسة. بقية الوقت، هم يلعبون، من دون أي هموم. لكن ليس آنا. حياتها مختلفة جداً.
آنا لم تعرف أباها، أو قليلاً جداً. فقد سُجن عندما كان عمر آنا 3 شهور. أسباب الحكم عليه بالسجن مجهولة.
فيما يتعلق بأمها، فقد تخلت عن الصغيرة آنا بعد بضعة أشهر. تزوجت المرأة مرة ثانية وبدأت حياةً جديدة.
هكذا، بالنسبة لطفلة صغيرة، آنا تحمل على كتفيها أعباءً ثقيلة جداً. إنها عمود المنزل. بين يدها، حياتين ترعاهما يومياً. تستيقظ كل صباح لتعتني بهما.
آنا تعيش مع جدتها وأم جدتها من ناحية أمها. الطفلة هي الشخص الوحيد الذي يعتني بالجدتين. وهذا ليس شيئاً سهلاً.
تشكو جدتها من التهاب مفاصل حاد يسبب لها آلاماً مبرحة لدى أقل حركة. لا يمكن أن تكون مستقلة أبداً.
أم جدتها عمرها 92 سنة. يلزمها الكثير من الجهد في كل حركة تقوم بها يومياً.
كل مسؤوليات المنزل تقع على عاتق الصغيرة آنا.
يسمح جارهم للفتاة بأن تقطف بعض الخضار من حقله، وهذا يساعد آنا في تأمين الغذاء للمنزل.
ثم تحضر الفتاة الوجبات، مع بعض الخضار. يجب أن تقف على رأس قدميها : إنها ليست طويلة بالشكل الكافي لتبلغ النار !
على آنا أن تنظف أيضاً المنزل المتواضع الذي تعيش فيه مع جدتيها : تزيل الغبار، تغسل الثياب، تنظف الأرض، ترمي النفايات…
يجب أيضاً أن تأخذهما إلى الحمام، تساعدهما في كل مرحلة، وتغسّلهما وتغذيهما.
إنها ظروف حياة صعبة جداً. أنا لا يمكنها أن تتعلم القراءة ولا الحساب : ليس لديها الوقت.
لكن الصغيرة لديها روح تشع من حولها. عندما طُرح عليها السؤال التالي :”هل تفعلين هذا لأنك تريدين ؟”، أحابت آنا مبتسمة أنها كانت ترغب في “أن تكون جدتيها بصحة جيدة”. في القرية، هذا المنزل الخارج عن المألوف يُسمى “مثلث الحب”.
الصغيرة آنا لديها قلب كبير وهذا يظهر في النشاط الذي تقوم به في رعاية جدتها وأم جدتها. رغم أنها صغيرة جداً، لكن قصتها صعبة، مع أب غائب وأم هجرتها. لكن يجب مع هذا أن تدخل المدرسة ! هكذا، ستكون قادرة على أن تتعلم وأن تختار مستقبلها. نتمنى بقوة أن تسنح الفرصة لهذه الفتاة الشجاعة كي تذهب إلى المدرسة !
إذا وجدتم هذه المقالة التي قدمناها لكم من ifarasha مفيدة، لا تترددوا في مشاركتها مع معارفكم وأقاربكم.