إحدى الفوائد الرئيسية لترك الأولاد يمشون حفاة هي تقوية أقدامهم والجزء الأسفل من الساق. كما يصبح الجسم أكثر رشاقة وأقل عرضة للجروح.
المشي حفاة يحسّن القدرة على استقبال الحس العميق، الذي هو الإدراك الحسي، أكان واعياً أو غير واعٍ، لوضعية مختلف أعضاء الجسم ولوضعيتنا في المحيط. القدرة على استقبال الحس العميق يُعتبر أحياناً مثل حاسة سادسة تساعدنا على استكشاف ما حولنا بطريقة أفضل وعلى التحرك بطريقة موجهة ومتكيفة مع المحيط.
تساعدنا الحساسية العالية لأعصاب قدمينا على تطوير الوعي في جسمنا (باطن أقدامنا يحتوي على أكثر من 200000 نهاية عصبية).
عندما نكون حفاة، نكون أكثر قدرة على التسلق، الدوران حول أنفسنا، القفز، التأرجح والتوازن. ونتكيف بشكل أسرع مع طبيعة الأرض تحت قدمينا، وخصوصاً الأرض غير المستوية.
تكتب الدكتورة كايسي فليجال، طبيبة الأطفال، أنه عندما يمشي الأولاد بأقدام حافية فهم يحفزون تطور الجهاز العصبي والدماغ. وهي تعتبر أن إحدى أسهل الطرق لتحفيز التطور الحسي والحركة والتوازن هي أن نترك الاطفال منذ نعومة أظافرهم حفاة أطول وقت ممكن. مجرد مشيهم بأقدام حافية يحفز أيضاً حاسة اللمس، ونحن نبني ذكاءنا فعلياً انطلاقاً من المعلومات التي تتلقاها الحواس الخمس.
حسنة أخرى للمشي حفاة هي تحسين وضعية الجسم وطريقة الوقوف، والمشي بطريقة صحية وطبيعية، مع التقليل من أوجاع الظهر وأوجاع القدمين. اختصاصي الأرجل الأميركي د. ويليام روسي ينذرنا : أخذت أقدامنا 4 مليون سنة من الوقت للتكيف مع المحيط من حولنا ومع القدرة التي نمتلكها على الاستفادة منها…وفي بضعة آلاف سنة فقط، وبسبب استعمالنا لأداة اصطناعية التي هي الحذاء، قمنا بخنق فعالية ودقة القدم، وأخضعناها لضغوطات وتوترات لا داعي لها، مانعين حرية الحركة من العقب حتى الأصابع، مجبرين أصابع القدمين على الانكماش.
أخيراً، المشي حفاة هو مصدر أساسي للمتعة بالنسبة للأولاد. يعشق الأطفال تجربة كل ما هو جديد على صعيد اللمس : سخونة رمل الشاطئ، رطوبة الندى على العشب، الوحل المنزلق الذي يجبرهم على بذل جهود للبقاء في حالة توازن، الماء الذي يجري بين أصابع القدمين، اللحاء الخشن للشجرة التي يتسلقونها…كل هذه الأحاسيس التي تمثل مصادر سعادة كبيرة وصغيرة للأولاد والتي ستصبح ذكريات مميزة، لن تصبح بمتناولهم إلا عندما يمشون حفاة.
لقد خُلقت أقدامنا من أجل هذا !
إذا أعجبتكم هذه المقالة التي قدمناها لكم من ifarasha، لا تترددوا في مشاركتها مع غيركم من الآباء والأمهات.