فهم انفعالات الولد وتهدئته لا يعني الموافقة على رغباته في حال غضبه، أو اعطاؤه كل ما يريده. أن نفهم الولد يعني : “أفهم أنك في حالة غضب مني لأنني لا أريد أن أعطيك هذا الشيء” أو “أفهم أنك في حالة غضب من نفسك لأن عدم نجاحك في هذا يفقدك أعصابك”.
يخلط الأهل غالباً بين فهم الولد ومحاولة تهدئته وبين أن يكونوا متساهلين معه. تهدئته لا تعني تدليله ولا التنازل له ولا تلبية رغباته.
فهم الولد وتهدئته تعطيه شعوراً قوياً بالأمان العاطفي :”يمكنني دائماً أن أعتمد على أهلي، حتى لو كان شعوري سيئاً، وحتى لو كنت في حالة غضب. إنهم لا يرفضونني، إنهم يفهمون ما أشعر به”.
وهذا الشعور بالأمان العاطفي هو الذي يعطي الثقة، الأمان، الأرض الخصبة للتحكم بالذات ولحياة متوازنة.
هذا الشعور بالأمان العاطفي هو القاعدة الأساسية ليكبر، ليبني هويته الشخصية شيئاً فشيئاً، ليفكر بنفسه ويصبح مسؤولاً عن نفسه.
بالعكس، التربية عن طريق الخوف، التهديد، الابتزاز، عدم الاحترام، الحرمان من العواطف تجعله يخسر ثقته بنفسه وتسبب خللاً في بناء هويته. كما أن منعه من التعبير عن مشاعره السلبية، شكوكه، قلقه، غضبه يؤدي إلى جو من عدم الفهم.
جزء مهم من الولد لا يُسمع عندما نرسله ليهدأ في غرفته، عندما ننكر مشاعره، عندما نسخر منه، عندما يكون كل ما يتلقاه هو “هذا ليس خطيراً” أو “لست جميلاً / جميلة عندما تبكي”، عندما نرفض أن نبحث عن الحاجة التي يرغب في التعبير عنها في سلوكه، عندما نفضل العزلة / العقاب على العناق.
الولد غير المفهوم يشعر بأنه مرفوض ويشعر بالغضب. الولد الذي لا نفهم حاجاته ولا نحترمها يبحث عن ملجأ وعن التفهم بعيداً عن أهله في حال كان لديه أسئلة أو شكوك في سن المراهقة. وهكذا يخرّب حوار الطرشان والنزاعات الجو العائلي على المدى الطويل.
العبش مع ولد صغير جداً قد يتطلب صبراً متجدداً يومياً. يصبح الولد “عقلانياً” أكثر فأكثر مع الوقت :
- نحو عمر 4/3 سنوات، ستمر أوقات عديدة مع اضطرابات قوية
- انطلاقاً من عمر 5/ 6 سنوات، تبدأ مرحلة أكثر ثباتاً عاطفياً
- 7 سنوات تعتبر “عمر العقل” مع أنه لم تكتمل بعد كل التوصيلات العصبية عند الأولاد (يكتمل تطور الدماغ والتوصيلات العصبية في عمر 25 سنة : لهذا يبقى الأولاد والمراهقون معرضين لردات فعل غير عقلانية أكثر من الكبار !)
إذا وجدتم هذه المقالة التي قدمناها لكم من ifarasha مفيدة، لا تترددوا في مشاركتها مع غيركم من الآباء والأمهات.