في سنة 2005، ضرب الولايات المتحدة أحد أخطر الأعاصير في تاريخ البلاد، وأحد أعنف 6 أعاصير في العالم. مع أمواج وصل ارتفاعها إلى 11 متر ورياح بسرعة 280 كلم/ س، أودى إعصار كاترينا بحياة 1836 شخص، مع بضعة آلاف مصاب وخسارات مادية ارتفعت إلى 108 مليار دولار.
خلال عمليات الإنقاذ المنظمة لمساعدة ضحايا الكوارث، عانقت فتاة صغيرة منقذها وهذه الحركة العفوية والمؤثرة كان لها تأثير كبير عليه. بعد 10 سنوات تقابلا مرة أخرى أيضاً وما كشف عنه هذا البطل كان مؤثراً جداً.
المنقذ الذي أنقذته
كما ذكرنا سابقاً، الإعصار كاترينا هو أحد أكبر الكوارث الطبيعية في تاريخ الولايات المتحدة. نظراً للدمار الهائل الذي ألحقه، فقد تحركت كل البلاد والجيش الأميركي لنجدة الناس الواقعين تحت وطأة هذه الظروف المأساوية.
إحدى عمليات الإنقاذ التي قادها الرقيب في سلاح الجو مايك ماروني، كان هدفها إنقاذ عائلة براون من الفيضان. بعد أن وصلت إلى أرض أمينة، رمت ابنتهم الصغيرة فوراً نفسها بين ذراعي منقذها لتعانقه، معبّرةً عن كامل امتنانها وعرفانها بالجميل لإنقاذها هي وعائلتها من موت محتم. خلّدت فيرونيكا بيرس، الجندية في سلاح الجو، هذه اللحظة المؤثرة في صورة تلقت عليها العديد من الجوائز.
لكن الابنة كانت أبعد ما يمكن عن تخيّل تأثير عناقها على الجندي. فهو كان يعاني من مشاكل نفسية وتوتر ما بعد الصدمة خطير، وإشارة العرفان بالجميل من الصغيرة كانت بالنسبة له هدية من السماء. سمحت له أن يتذكر نبل عمله وأن ينسى خلال ثوانٍ الصدمة التي عاشها. من جهة أخرى، الصورة التي وحدتهما أصبحت طلسماً بالنسبة له، حتى أنه أخذها معه إلى أفغانستان والعراق، لشدة تأثره بها.
عندما شاهد مايك لاشاي للمرة الثانية بعد كل هذه السنوات، كان متأثراً جداً. من جهة أخرى، أعلن لها شيئاً هزها حتى الأعماق :”لقد أنقذتني أكثر مما أنا أنقذتك !”.
بعد لمّ الشمل، قرر مايك ولاشاي أن يتواصلا وقام مايك بتعليمها السباحة، حتى أنه اصطحبها إلى حفلة نهاية السنة. وأظهر أيضاً أنه جاهز لفعل كل شيء من أجل دعمها وكذلك دعم عائلتها وأنه سيكون بجانبها مهما فعلت.
تأثرت لاشاي بمشاعر منقذها وبشجاعته التي بفضلها بقيت هي وعائلتها على قيد الحياة، واستلهمت منه لتأخذ قراراً بالانضمام إلى احتياطي الجيش والالتزام ببرنامج تدريبي في مدرستها.
القدرة الشفائية لابتسامة وعناق تتجاوز أحياناً إلى حدٍ بعيد، فعالية كل العلاجات !