هل لاحظتم إلى أي درجة يسركم أن تتكلموا عن أهدافكم، أحلامكم وأمنياتكم ؟
نجد لطيفاً دائماً أن نقول للآخرين إلى أي درجة كل شيء يسير على ما يرام في حياتنا أو أن نعلمهم عن التقدم المهم الذي أنجزناه حديثاً.
نحن أيضاً لدينا كلنا تقريباً نفس الشعور عندما نتكلم ببساطة عن أهدافنا وعن أحلامنا قبل أن نحققها.
لدينا كلنا لحظات اللذة والفرح التي نتكلم فيها بحماس مع شخص ما عن الاهتمام الكبير الذي نظهره تجاه مشروعنا القادم أو عملنا.
سواء كان الأمر أشياء صغيرة مثل بداية دورة تدريبية، أو أشياء كبيرة مثل الانطلاق بشركة جديدة، نجد من اللطيف دائماً أن نشارك حماسنا مع الآخرين.
لكن يجب، من الآن فصاعداً، أن تفكروا مرتين قبل أن تشاركوا خططكم الطموحة للمستقبل. فقد لاحظت دراسات حديثة أن الناس الذين يتكلمون بشكل منفتح عن تطلعاتهم هم أقل قدرةً على بلوغها.
لماذا ؟
تركز النظرية على الشعور الكبير الذي يتملككم عندما تقررون المشاركة بأفكاركم مع الآخرين. عندما تتلفظون بنواياكم لشخص آخر بكل بساطة، تعيدون تأكيد شخصيتكم، بشكل لا يجعلكم مهتمين بمتابعة الأعمال الشاقة الضرورية لإنجاز هذا المشروع فعلياً.
درس الدكتور بيتر جولويتزر، البروفسور في علم النفس من جامعة نيويورك، هذه الظاهرة منذ عام 1983، وكتب كتاباً عنها. ثم نشر أبحاثه الأخيرة في مقالة بعنوان « When intentions go public ».
يقول الدكتور جولويتزر إنه في سنة 1933، اكتشف باحثون أن الإحساس ب “الواقع الاجتماعي” عند معظم الناس يتعلق بالطريقة التي ينظر بها من حولهم إلى أفعالهم وعباراتهم. مثلاً، إذا اكتشف شخص الحل لمشكلة، وتكلم بها مع أقرانه، وعرف أقرانه أنه فعلها، فهذا يصبح “واقعاً اجتماعياً” في فكر الشخص الذي حلّ المشكلة.
يقول الدكتور جولويتزر “الأم التي تتكلم عن كل الأشياء المدهشة التي ستفعلها لأولادها – تساعدهم على العمل أفضل في المدرسة، على الحصول على أفضل النتائج في الاختبارات، على إعطائهم تدريبات مكملة – بينما كل الأمهات الأخريات يهززن رؤوسهن موافقات وهن يصغين، هناك احتمال قوي أن لا تفعل الكثير لبلوغ هذه الأهداف، لأنها نظرت إلى نفسها سابقاً على أنها أم مثالية وهي تشارك نواياها المدهشة”.
نحن نقول غالباً أشياء تقابل صورة الشخص الذي نريد أن نكونه. لدينا نموذج معين نحب أن نبلغه، لكن عندما نتكلم بشكل منفتح عن تحقيق هذه الهوية قبل أن تتحقق، نحن نضعف قدرتنا على بلوغها.
هذا التأثير يتم تضخيمه عندما يلاحظ الناس من حولنا نوايانا الحسنة، أو يجعلون منه هدفاً للمديح، بما أننا نربح منه إحساساً مبكراً بالكمال. في خلال الدراسة، كشفت سلسلة من أربعة اختبارات أن الناس الذين يحافظون على أهدافهم وخططهم لأنفسهم لديهم احتمال أفضل لبلوغها من أولئك الذي يشاركونها مع الناس.
ما هي العبرة من القصة ؟ ركزوا أكثر على التطبيق الحقيقي لأهدافكم بدل أن تتكلموا عنها؛ هذا سيساعدكم على المدى الطويل.
يقول المثل “إذا كنت تريد أن يضحك الله، احكِ له عن مشاريعك”.
إذا وجدتم هذه المقالة التي قدمناها لكم من ifarasha مفيدة، لا تترددوا في مشاركتها مع أقاربكم وأصدقائكم.