أولادي الثلاثة [ ثلاث سنوات – سبع سنوات – وثلاثة عشر سنة ] لا يعرفون معنى المسؤولية. إني أكاد أجن لا يفعلون شيئا على الإطلاق ما لم أجبرهم على فعله. الفوضى تعم غرف نومهم ولا يحاولون ترتيبها. أشعر وكأني خادمة لهم، إنهم يتوقعون مني أن أفعل كل شيء . ابنتي البالغة من العمر ثلاثة عشر سنة شبه مدمنة على شبكة الانترنت ولا تقوم بواجباتها المدرسية في الوقت المحدد. كثيراً ما تصاب بنوبات ذعر وجنون وتحملني مسؤولية عدم إنجازها فروضها. يبدون وكأنهم فاقدو الإحساس بالمسؤولية ويحملونني أنا تبعة كل شيء. وأنا أحاول باستمرار إفهامهم ما يجب عليهم القيام به . فما الحل؟
الحل
ضبط النفس يعني القدرة على قول ” لا ” حين تريد قول ” نعم “، أو قول ” نعم ” حين تفضل أن تقول ” لا ” . ضبط النفس يعني القدرة على تأجيل لحظات التمتع بشيء والسيطرة على انفعالاتنا. بعض الأطفال لديهم القدرة الكافية أكثر من غيرهم للسيطرة على النفس.
التجربة التقليدية للسيطرة على النفس
عام 1972 قام الطبيب النفساني والتر ميتشل Mischel walter بإجراء تجربة نفسية اعتبرت تجربة رائدة والأكثر شهرة بين تجارب علم النفس عبر العصور .
أراد الدكتور ميتشل من خلالها اكتشاف كيفية تعامل الأطفال مع فرص اختبار ضبط النفس. دعا أطفالاً تتراوح أعمارهم بين أربع وست سنوات إلى مختبره وأجلسهم إلى طاولة ووضع أمام كل واحد منهم طبقاً من الحلوى وأبلغهم أن بمقدورهم أكل الحلوى الآن أو الإنتظار بضعة دقائق ريثما يعود فيحصلون على طبق ثان . [ مدة الإنتظار كانت في الواقع لا تتجاوز الخمسة عشرة دقيقة ]
إليكم ماذا كانت النتائج :
تابع الدكتور ميتشل مسار تطور حياة الأطفال الذين شاركوا في التجربة، فوجد أن أولئك الذين مارسوا ضبط النفس تمكنوا من النجاح في شتى مجالات حياتهم اللاحقة مقارنة مع أولئك الذين كانوا اقل اهتماماً بضبط أنفسهم.
وقد أظهرت الأبحاث أنه بالمقارنة مع الذين يتمتعون بقدرة عالية علي ضبط النفس، فالآخرون الأقل قدرة معرضون للموت أصغر سناً ويعانون من مشاكل واضطرابات نفسية ولا يتمتعون بالصحة الجيدة ومعرضون للإصابة بالبدانة، وللإدمان على التدخين والكحول وقد يلجؤون إلى المخدرات وهم أكثر ميلاً لممارسة الجنس غير الآمن [ والمتهور ] وقيادة السيارات وهم في حالة السكر ولارتكاب الجرائم. أما أولئك الذين يمتلكون القدرة على ضبط النفس فتكون لهم علاقات أفضل وينجحون في الحياة ويعيشون حياة الرفاهية .