تقابل هيلينا ويوري سبينجلر على مقاعد الدراسة. من وقتها، بقيا معاً دائماً. ورزقا بثلاثة أولاد بعد زواجهما. لكن مفاجأة أطلت برأسها عندما علمت هيلينا، التي تبلغ من العمر 42 سنة وقد أصبحت جدة، أنها حامل من جديد.
بعد سنوات طويلة من محاولة الحصول على طفل رابع، كان الزوجان سعيدين بخبر المولود الجديد. وانقضت أشهر الحمل بدون أي تعقيدات أو مشاكل، أو هذا ما ظهر على الاقل في الصور الصوتية. وولدت الطفلة قبل شهر من أوانها.
رغم الإثارة التي ترافق عملية الولادة، فإن يوم الوضع كان كابوساً حقيقياً بالنسبة لهيلينا. عندما رأت دارينا النور، بقي الاطباء صامتين. بدل أن يضعوها في حضن أمها، أخذوها إلى خارج الغرفة بدون أن ينبسوا بكلمة. بعد أن ارتاحت هيلينا، طلبت أن ترى ابنتها. سألتها عندها الممرضة :”هل أنت جاهزة ؟”
كان يجب أن تبقى دارينا في الحاضنة لأنها ضعيفة جداً. وركزت هيلينا عينيها على ابنتها وهنا كانت المفاجأة الصادمة.
بسبب الصدمة، لم تستعد هيلينا وعيها إلا في غرفة الإنعاش. منظر ابنتها أرعبها. أعلمها الأطباء أن دارينا مصابة بمرض نادر معروف باسم Acrofacial dysostosis type Nager. وجه دارينا كان مشوهاً، وبالنظر إلى هزالها الفظيع، كان الأطباء متشائمين جداً بالنسبة لمستقبلها. فقد قدّروا أنها لن تبقى على قيد الحياة.
نصح الأطباء الأم أن تترك البنت في المستشفى لتعتني بها دار أيتام فيما بعد. في هذه اللحظة، دخل الزوج الغرفة ليلتقي بابنته. عندما أرته الممرضة الطفلة، خشيت هيلينا من ردة فعل زوجها، لكنه بدل هذا قال “إنها هنا ابنتنا !”، وعانقها وهو يغص بدموعه. بعد بعض الوقت، ترك الأطباء دارينا لأهلها كي يهتموا بها.
لم يفهم الأقارب قرار الزوجين بالاحتفاظ بدارينا. سمع يوري وهيلينا دائماً نفس الجملة :”لن تستطيع أبداً أن تعيش حياة طبيعية ويمكن أن لا تعيش أبداً. سيدمر هذا حياتكما”. لكنهما تحديا كل الانتقادات وقررا أن ينتقلا من مسكنهما ودعمهما أولادهما الثلاثة وهذا هو الأهم. بالإضافة إلى أن أحفادهما يعشقون دارينا ويتسلون معها.
وخالفت دارينا كل التوقعات باكتسابها قوة كل يوم. اليوم، هي فتاة صغيرة مفعمة بالحياة تعشق، مثلها مثل أغلب الأطفال بعمرها، أن تشاهد الرسوم المتحركة، أن تتنكر بشكل أميرة، أن تغني وتتنزه مع أهلها. في الشارع، يحدث أن يحدق الناس فيها، لكن أهلها يرفضون أن يخفوا ابنتهم عن العالم. عندما يقول بعض الأشخاص لأهلها إنهم يجب “على الأقل أن يضعوا قناعاً على وجه ابنتهم”، فهم يجيبون بهدوء :”إذا لم تريدوا أن تروها، أديروا رأسكم. بالنسبة لنا، هي شخص كامل !”
في عمر 3 سنوات، أطلق أهل دارينا نداءً للتبرعات وطلبوا من الجمهور أن يمد يد المساعدة لهم. لكي تتكلم وتأكل أطعمة صلبة، يجب اللجوء إلى الجراحة التجميلية من أجل زرع شفتين لم تمتلكهما منذ ولادتها. خضعت دارينا لعملية أولى وأهلها متفائلون جداً بالنسبة للعمليات الأخرى القادمة، لأنها ستساعد ابنتهما في أن تأمل بمستقبل أفضل.
قصة دارينا انتشرت في أنحاء العالم، إليكم بضع صور في الفيديو التالي (باللغة الروسية) :
دارينا معززة ومكرمة من قبل أقاربها وأهلها، مع أنها لم تختبر بعد القسوة والرعب اللذان يمكن أن يكشف عنهما بعض البشر. لكن تحت رعاية الاهل والأقارب، تعرف مسبقاً أن الحب والسعادة هما دائماً هنا لمساعدتها على تجاوز كل العقبات ! نحن نتمنى لها كل ما هو أفضل !
إذا أعجبتكم هذه القصة التي قدمناها لكم من ifarasha، نتمنى أن تشاركوها مع أقاربكم وأصدقائكم.