لا تخفى العنصرية على أحد.. منذ زمن غير بعيد كان الزواج بين السود والبيض في أمركا محظوراَ وظل الأمر كذلك حتى أحدث الحب العجائب.
ولد ريتشارد لوفنغ وملدرد جيتر في ولاية فيرجينيا في أواسط الستينيات. حين التقيا وقعا في الحب وعاشا قصة عشق حقيقية أرادا أن يكلّلاها بالزواج.
حتى الآن القصة عادية. لكنهما واجها مشكلة واحدة: إنهما لا يستطيعان الزواج لأنهما من عرقين مختلفين فهي سوداء وهو أبيض. وكان قانون الولاية وعدد كبير من الولايات الأخرى يمنع الزواج بين أفراد من عرقين مختلفين.
سافرا إلى واشنطن حيث كان الزواج متاحاً لهما.
لكن الاشتياق للعائلة جعلهما يقرران العودة إلى فرجينيا. ولم يمضِ على إقامتهما في منزلهما أسبوع، حتى داهمت الشرطة منزلهما ليلاً لتجدهما نائمين. وقد علقا شهادة زواجهما الرسمية على حائط الغرفة.
لكن محكمة الولاية أدانتهما بتهمة المساكنة غير الشرعية بين أبيض وسوداء. وصدر الحكم بسجنهما 5 سنوات مع وقف التنفيذ سنة واحدة لمنحهما فرصة مغادرة الولاية.
وهذا ما حصل بالفعل فقد عاد الزوجان إلى واشنطن. لكن حتى هناك لم تكن حياتهما سهلة لأن عقلية التمييز العنصري كانت سارية في كل الولايات.
وفي أحد الأيام كتبت ميلدرد لوفنغ رسالة إلى جون كينيدي الذي كان في حينه مدّع عام. فاهتم كينيدي بقضيتها وميّز قرار محكمة فيرجينيا فوصلت القضية إلى المحكمة العليا الأميركية التي رأت في القرار منافٍ لروح الدستور الأميركي. فألغي القانون في فيرجينيا.
لم يحضر الزوجان إلى المحكمة لكن ريتشرد لوفنغ أرسل رسالة إلى المحامي وطلب منه أن يقرأها في المحكمة على لسانه:” أنا أحب زوجتي ومن غير العادل ألا أستطيع العيش معها في المنطقة التي ولدنا فيها.”
وكان لهما ما أرادا. الحب والإصرار في الدفاع عن الحق بالحب بين كل أنواع البشر انتصر في النهاية!