ابني عمره 5 سنوات. لم يحب السلطة أبداً. ظل يكرهها عدة سنوات. كان ينظر إلينا مدهوشاً ونحن نأكل هذا الشيءالأخضر مع “الصلصة التي تحرق”. لقد غمس شفتيه مرة في صلصة الخل ووجدها قوية جداً عليه. ثم ذات يوم، طلب مني أن يتذوقها من جديد. وضعت له عندها ورقة خس في طبقه، وعندها تذوقها ثم أكلها وقال لي “ماما، إنها لذيذة ! أناالآن أحب السلطة !”
أنا مدربة في التغذية منذ 7 سنوات، ورافقت مئات الأشخاص في استعادة النحافة، الحيوية ولذة الأكل الصحي.
أنا مسرورة بكوني أم لولدين، وأنا أعرف التحديات التي يواجهها الأهل في مجال التغذية اليومية : كيف نجعلهم يأكلون الخضار، كيف نجعلهم يخففون من تناول السكر، أي نظام غذائي نقترحه، كيف نعرف إذا كانوا يأكلون زيادة/ قليلاً جداً، كيف نساعدهم في الحفاظ على صحة جيدة عن طريق الأكل…
اسئلة الأهل عديدة ومعقدة غالباً، ولكن الأمور غالباً ما تكون أبسط بالنسبة للأولاد.
كيف نساعد أولادنا إذن على الأكل الصحي ؟ إليكم المفتاح الأساسي الأول الذي سيساعدكم في هذا الطريق :
اهتموا بطريقتكم في الأكل أولاً
الأولاد هم مرآة لتصرفات أهلهم. لهذا اكتشفت، عن طريق التدريب، قانوناً أساسياً في الحياة : لا تستطيعون تعليم أحدٍ أن يأكل بشكل صحي إذا لم تأكلوا بشكل صحي أنتم أيضاً.
من أجل هذا أبدأ تدريبي دائماً بالأهل وبتغيير العادات. أتذكر أماً وزنها زائد، كانت تعشق تناول الحلويات أمام التلفزيون. كان ابنها يراها تفعل هذا، وأصبح يرغب هو أيضاً في تناول الحلويات ” ليشعر بأنه بخير” كما كانت تقول أمه. أصبح ابنها اليوم بديناً، وهي تتمنى أن تغير عاداته. قالت لي في البداية :”أنا لا أريد أن أتغير، لكنني أريد أن تدربي ابني”.
قلت لها إن لا شيء سيتغير إذا كان موقفها هكذا، لأنني أعرف أنه من المستحيل تغيير العادات الغذائية على المدى الطويل عند الولد، إذا لم يكن الأهل جاهزين للتغيير هم أيضاً. عندها وافقت على تغيير عاداتها. لقد نحفت، والآن بدأ ابنها، بعد أن استلهم من تغيير أمه، ينحف هو أيضاً.
إذا طورتم لذة الأكل الصحي يومياً، سيغير هذا طريقتكم في التغذية، وبالنتيجة تغذية أولادكم.