د. سيرغيه لازاريف
إذا كان لدى الإنسان مرض نفسي أو مشكلة نفسية تمنعه من التركيز ( وهو ما يدعى بالتشتت الذهني )، مترافقاً مع كآبة أو عدم الرغبة في الحياة. يجب أن نجد له عملاً ما، هواية، ولكن دون أن نعطيه أجراً مالياً مقابل ذلك، وهذا سيشفيه.
لماذا يجب ألا يتقاضى نقوداً ؟
إن الإكتئاب والتشتت الذهني هو عبارة عن تدني مستوى الطاقة أو مشكلة نفسية. لذلك عندما يبدأ الإنسان ببذل الطاقة وهو يتسلى، بعمل أو أي شيء. دون أن يربط بذل الطاقة هذا بأي مقابل مادي، فسوف يستعيد توازن الطاقة، ويشفى جسدياً ونفسياً.
كلما بذلت طاقة أكبر، يأتيك قدر أكبر منها. لماذا ضحى أغنى شخص في العالم بنصف ثروته للأعمال الخيرية، ولم يوص لأولاده إلا بواحد بالألف من ثروته ؟ لأنه كان يفهم أن الأموال الضخمة تمنع بذل الطاقة وتجددها لديهم، مما يؤدي لاحقاً إلى ظهور التشوهات عند الأطفال وإلى الموت.
فيما مضى كانت النقود والممتلكات المادية ضمانة لبقاء الإنسان. لكن العالم تغير الآن، وأصبح ادخار أموال ضخمة لتأمين الأولاد عبثياً إلى حدٍ ما. لهذا فيجب أن يصبح هدف جمع الثروات مناسبة ووسيلة لبذل قدر أكبر من الطاقة.
لماذا يسعد الإنسان عندما يبني بيته؟ إنه يفكر أنه سيكون محمياً وسيشعر بالراحة، لكنه في الواقع يسعد لأنه يتعين عليه بذل الكثير من الطاقة البدنية والروحية والإبداعية. ولهذا عندما يجهز البيت وينتقل إليه، يختفي الإحساس بالسعادة. نحن نشعر بقدر أكبر بكثير من السعادة خلال سعينا لتحقيق حلمنا. إن ما نعتبره هدفاً، أي بلوغ الرفاهية المادية والروحية هو، في الواقع، بذل أكبر قدر ممكن من الطاقة الإبداعية.
لكن بذل كمية كبيرة من الطاقة دون تعويض النقص، خطير بشكل قاتل. ولكي تتجدد هذه الطاقة، يجب علينا أن نحمل في روحنا شعور الحب باستمرار، وهذا مستحيل دون الإيمان بالله. وعندما يتحقق هذا، لا يعود هناك أهمية لنوع العمل، سواء كان حرث الأرض لزراعتها، أو شراء شقة أو سيارة، ما دامت كل هذه وسائل لبلوغ الحب الكبير في الروح، ولاكتشاف الله في ذاتنا.
أظن أنه عما قريب، سوف يصبح العمل بالنسبة للإنسان أكثر أهمية من جني المال كأجر للعمل. في السابق كان ذلك محصوراً بأفراد قلائل، ولكن هذا سيصبح حاجة ملحة لكل شخص. وسوف يهب كل من جنى أموالاً طائلة، هذه الأموال للدولة في نهاية حياته، لكي لا يحرم ذريته من إمكانية الشعور بالسعادة.