Senomyx الشركة التي تستعمل هذه الطريقة المبتكرة قد أبرمت منذ ثلاث سنوات عقوداً مع شركة بيبسي كولا وشركة Ajinomoto Co ( الشركة المصنعة للأسبارتام ) ، وشركة نستلة وغيرها من شركات الأطعمة والأشربة.
الهدف الأول للعديد من الشركات المختصة بتصنيع الأطعمة هو صنع أطعمة وأشربة لذيذة ، تكون في الوقت ذاته قليلة السكر والملح.
مع أن شركة Senomyx ترفض الكشف عن تفاصيل هذه العملية ، إلا أنها تشير الى إن الجزء السري مرتبط باستخدام خلايا من كلى الإنسان المعروف تحت هذا الرمز : HEK293 المأخوذة في الأصل من الأجنّة المُجهضة.
الجدير ذكره هنا أن لا شيء من خلايا الكلى موجود فعلياً في المنتج النهائي بل هو جزء من العملية المستعملة لتبيان نكهات جديدة وهو ما سنشرحه الآن.
منذ سنتين أطلقت الجماعة المناهضة للإجهاض حملات ضد شركة البيبسي، ودفعوا الشركة إلى إعادة التفكير في استخدام المنكهات المشتقة من خلايا كلى الأجنة المُجهضة.
ومهما كانت أراؤك الشخصية حول موضوع استخدام مادة بيولوجية من خلايا الأجنة، تبقى المسألة الأهم هل محسنات النكهة المشتقة من الأجنة آمنة أم لا.
التكنولوجيا البيولوجية تصنع نكهات جديدة
سينوميكس Senomyx هي أبحاث تكنولوجية متطورة وتجارة متطورة تكرس علومها من أجل اكتشاف منكهات جديدة تخفّف السكريات والملح. وهذا يشمل منكهات جديدة مثل منكهات الأومامي أي الطعم اللاذع اللطيف ومنكهات منعشة ومنكهات معدلة مثل مثبطات المرورة ومحسنات نكهة السكر والملح.
وشركة Senomyx تشتغل على اكتشاف وتطوير محليات عالية الإمكانيات لاستبدال شراب فركتوز الذرة، والمحليات الاصطناعية ومحليات الأعشاب الطبيعية مثل ستيفيا التي يعترض بعض الناس على مذاقها الذي يعلق في الفم.
حديثاً تمّ تحديد خمس نكهات تعرفها حاسة الذوق وهي طعم الأومامي والطعم المالح والطعم الحلو والطعم الحامض والطعم المر.
في أيار 2011 نشرت مجلة The New Yorker مقالة ذكرت فيها أن شركة البيبسي تستعمل روبوت وهذا الروبوت يمتلك ذات حليمات الذوق عند الإنسان، اما الغاية من وجوده فهو معرفة ما الذي قد يحبه الإنسان. يعمد العلماء في شركة بيبسي كولا إلى اختبار النكهات على الروبوت الذي يقدر على تذوق حوالى أربعين ألف نكهة.
ما هي هذه المحسنات المهندسة جينياً وهل هي آمنة ؟
وفقاً لتقرير نشرته محطة CBS News في حزيران 2011 : إن 70 من أصل 77 براءة اختراع خاصة بشركة Senomyx ملئت في ذاك الوقت كانت تتعلق باستخدام HEK 293 . وهذه عبارة عن خلايا مأخوذة من كلى الأجنة . إن رمز HEK يحدد خلايا الكلى والرقم 293 يدل على الخلايا الآتية من التجربة 293
تم استنساخ هذه الخلايا منذ عقود لأنها تقدم طريقة موثوقة لإنتاج بروتينات جديدة عبر استخدام الهندسة الجينية. وقد قامت Senomyx بهندسة خلايا HEK293 لتعمل مثل خلايا مستقبلات الذوق، بطريقة تشبه روبوت شركة البيبسي المعد لاختبار النكهات. وقد إُنجز ذلك عبر عزل مستقبلات الذوق الموجودة في بعض الخلايا وأضافوها إلى خلايا HEK
وخلايا HEK مستعملة بشكل واسع في الأبحاث الصيدلانية والبيولوجية للأسباب ذاتها . فقد استعملت في التصنيع الغذائي والمشكلة أننا لا نعرف كيف تم صنع هذه المنكهات وعن هذا الأمر تتحدث محطة CBS news في تقرير آخر لها:
” ما هو المكون السحري الذي سيظهر في النسخة الجًديدة من البيبسي ومم هو مصنوع؟ شركة Senomyx … تشير إليها على أنها فقط” محسنات” أو “مكونات” والواقع أن المنتجات تعمل عبر إطلاق المستقبلات الموجودة في الفم وخداع حليمات الذوق عندك عبر الشعور بالطعم الحلو او المالح او المنعش….”
ليس هناك سبب للتفكير في أن منتجات Senomyx ستسبب الضرر ولكن حتى تقرر شركة البيبسي الكشف عن التفاصيل ، تفاصيل ذاك السر الذي يقلل من 60 بالمئة من السكر ويبقى الشعور بالطعم اللذيذ نفسه ، سيبقى المستهلك يشرب مشروبه الغازي ” المتقدم علمياً” وهو في جهل مطبق بحقيقة ما يشرب.
المشكلة أن هذه المكونات لا تسجل على ملصق المنتج فلأن هذه المركبات مستعملة بكميات قليلة جدا جداً، لم يفرضوا على المصنعين أن يذكروها على ملصقات بضائعهم. وهي تقع ببساطة تحت خانة منكهات صناعية أو طبيعية. وذلك يعني أن المنتج سيظهر على أنه صحي أكثر .
تشير محطة CBS إلى أن بيع المنكهات إلى خارج أمريكا قد تم. فنستلة على سبيل المثال استعملت منذ العام 2010 محسناً للنكهة في أنواع الحساء الجاهز وتتبيلات والنودلز والصلصات وشركة Ajinomoto تستعمل مكوناً شبيهاً في منتجاتها للأسواق الصينية. وهذا يعني وضع كمية أقل من المحليات الصناعية وإضفاء النكهة ذاتها على المنتج وهذه النكهة تعادل نكهات المنتجات السابقة . ربّ قائل يقول هذا شيء جيد، ولكني أظن في أننا في النهاية سنعرف أن لهذه الطريقة في تحسين النكهات مضاعفات سلبية لا نتوقعها، سواء على صعيد عمليات الاستقلاب في الجسم أو على الصعيد البيولوجي.
الأمراض الرائجة التي نراها اليوم ستسوء أكثر فأكثر . فمن يعلم أي نوع من التحولات الجينية سنخلقها لأنفسنا وللأجيال القادمة عندما ستحتوي أنظمتنا الغذائية على أطعمة مصنعة تحتوي على مواد لم تستهلكها البشرية من قبل في كل تاريخها.
المصدر: د. مركولا