فلاديمير جيكارنتسيف
تظهر شخصية الأم القاسية واضحة عند الساحرات الشريرات في قصص الأطفال. فالحنونة تضحي بكل شيء وتتفهم وتتقبل كل شيء، بينما تكون شخصية القاسية في الداخل تقوم بتخزين الإستياء والغضب وهي تراقب تصرفات الحنونة، ومع الزمن تبدأ الإنفعالات السلبية بالصعود إلى السطح.
إنك ععندما تماثلين نفسك بالحنونة، فإنك تؤمنين لنفسك حياة هادئة لفترة طويلة، ولكن في لحظة سيتصاعد الإنزعاج في داخلك تجاه زوجك وأولادك وتتلاشى الحميمية وتختفي الرغبة بالإنجذاب إلى الزوج. وتشعرين بالقهر وخيبة الأمل من الحياة، وأحد أسباب هذا الإنقلاب، وقد يكون السبب الرئيسي، هو الأم القاسية.
إن هذه شخصية تعبر عن حاجاتنا الطبيعية أو غرائزنا التي تم قمعها لمدة طويلة.
فهذه الطاقات سوف تستجمع قواها في آخر الأمر وتبدأ بالإندفاع نحو السطح، فتحمل الإضطراب والدمار إلى حياة المرأة. ولكن فعلياً فإن الأم القاسية تظهر لتعيد التوازن إلى حياة المرأة. فإذا كانت الأم تماثل نفسها مماثلة كاملة مع الأم الحنونة وتقمع كل انفعالاتها وحاجاتها الطبيعية. فإن الأم القاسية تبدأ بالظهور خلسة. فهي يمكن أن تسيطر على سطح الوعي عدة مرات في اليوم. كل مرة لبضع ثوان، وهي تتصرف في هذه اللحظات بحيث تسبب أكبر ضرر ممكن للأم وللمحيطين بها، بينما تكون الأم الحنونة غائبة ولا تذكر ما حدث.
مثلاً إذا أقام الزوجان عشاء عمل وكان بين الحضور أشخاص مهمين بالنسبة للزوج.
فإن الأم القاسية يمكن أن تدلي بعدة ملاحظات مذلة تصيب الزوج في الصميم. ولن تستطيع الأم الحنون فيما بعد أن تفهم ما حدث وكيف استطاعت أن تقول شيئاً كهذا. أو قد تقوم الأم القاسية خلال حديثها مع أولادها بعدة تصرفات أو إشارات أو تقول بضعة كلمات، توحي لهم أنهم أغبياء جداً وقبيحون ولا قيمة لهم، بدون أن تعلم الأم الحنون بما حدث.
هذا كله لا يمكن أن يلاحظه إلا شخصية المراقب في داخلك ( وشخصية ” الأنا ” الواعي أيضاً ) إذا دربته على أن يكون حاضراً في زمان الحدث ومكانه وأن يراقب جميع حركاتك وكلماتك ومشاعرك.
نكرر أن ليس الهدف من المراقبة الحكم على المشاعر أو قمعها، بل فهم ما يحدث وأسبابه.
هل اكتشفت أو اكتشف من حولك شخصية الأم القاسية لديك؟ هل تستطيعين أن تلاحظي أو تطلبي ممن حولك أن يلاحظوا كم مرة تتحرك إلى السطح كل يوم ؟ كل أسبوع ؟