د. سيرغيه لازاريف
بعد سنوات طويلة من البحث والتقصي وكذلك بعد تشخيص آلاف الحالات، توصلت إلى إثبات كيف أن مشاكل الروح تؤثر على مشاكل الوعي وعلى المشاكل الجسدية. ولكي تبدأ رحلة الشفاء تابع قراءة هذه المقالة من آي فراشة.
إن الحب الذي تدعمه القيم الأخلاقية هو خير دواء لنفس الإنسان ولوعيه ولجسده.
عندما بدأت دراساتي،اعتقدت أن الجسد يمرض أولاً، ولاحقاً فهمت أن الجسد والوعي يصابان بالمرض بعد أن تصبح النفس مريضة. هناك بالذات، في أعماق مشاعرنا، تتم العمليات التي تجعل منا ومن ذريتنا سعداء أو تعساء. وهنا تبدأ رحلة الشفاء.
إننا نغتسل كل يوم، نهتم بجسدنا، وهذا طبيعي وإلا فإن الجسد سوف يمرض. أما الإهتمام بالنفس فهو غير مألوف. فيما مضى كان الدين يقوم بذلك، أما الآن فقد ضعف الدين، بينما العلم لم يفكر أبداً بالأخلاق ولم يفهم حتى الآن أن الخضوع للجسد وغرائزه يعيد نفس الإنسان إلى عصر الوثنية البدائية.
راقبت مرات كثيرة ما الذي يحدث للناس الذين تنخفض طاقة النفس لديهم بشكل حاد نتيجة الكراهية والأحقاد والسلوك غير الأخلاقي. وفي كل حالة رأيت الشيء ذاته: تشوه روحي وبدني. لدى تحليل عشرات آلاف الحالات، غيّرت نظرتي إلى ما كنت أعتبره فيما مضى تحذيراً ووعيداً من جانب الله للبشر، وأصبحت أعتبره بمثابة قوانين للكون، فعندما يتحول الحيوان إلى إنسان، فهذه عملية طبيعية قانونية، أما إذا سعى الإنسان إلى التحول إلى حيوان ، فعندها يبدأ بالمرض ويموت. أي أن تطور العلاقة مع الله في نفس الكائن الحي يجب أن تكون غير قابلة للرجوع.
كنت أعمل بكل جهدي في ما مضى لتخليص الناس من أمراضهم ومشاكلهم، ولكنني عندما أشرفت على الهلاك في عام 2000 فهمت مرغماً أمراً بسيطاً: من يجب عليه أن يعمل ليس أنا بل المرضى، عليّ فقط أن أنير لهم الدرب. على كل شخص أن يقوم بدوره. إذا كان لديّ فهم لكيفية تجاوز المشكلة فهذا يكفي للخطوة الأولى. عليّ أن أقدم الطعام ولكن كل شخص يجب أن يمضغه بنفسه. طبعاً بدون تضحية لا وجود للحب والإيمان. لكن التضحية يجب ألا تقتل في الإنسان الإرادة والطاقة، كما أن الرعاية يجب أن لا تفسده. علينا أن نهيىء الظروف للبذرة ولكن عليها هي أن تنمو بنفسها.
لكل إنسان حق الاختيار. فإذا فرض المعالج إمكانياته فرضاً لمساعدة الجسد، قد يلحق الضرر بالنفس التي تتطهر بواسطة المرض. وعندئذٍ لن يدفع الثمن المعالج وحده بل وأولاده أيضاً. إن وحول السعادة الإنسانية والمتعة تجذبنا بشكل دائم ودون أن ننتبه. أحياناً تأتي إشارات التنبيه متأخرة على شكل أمراض ومصائب، بعدما نكون قد أصبحنا عبيد عاداتنا وتابعين كلياً لغرائزنا.