هذا ما يجب أن تعرفوه عن الحب الرومانسي وعلاقته بتدمير صحتكم
الحب الرومانسي في المجتمعات الغربية يُصور غالباً بطريقة نمطية : نصفان يتوقان إلى بعضهما بعضاً حيث يبحث الواحد عن الآخر ليصلا إلى الحالة المثالية. ولكن قلة قليلة يجدون هذه النعمة لأنها اعتقاد خاطئ. في الأساطير الإغريقية الحبيبان الكاملان يلتقيان معاً وينقسمان إلى إثنين. الحب إذن هو الرغبة في أن يجد الجزء الأول الجزء الآخر منه.
هذا الاعتقاد الخاطئ بقي في الحضارة الشعبية وقد أثر في هوية المجتمعات الغربية. وغالباً ما بقي الفرد يبحث باللاوعي عنده عن ” النصف المفقود” ولكن ارتفاع نسبة الطلاق تشهد بأن هذا المفهوم المثالي غير موجود.
في هذه الايام يهرب عدد كبير من الناس إلى العالم الافتراضي في البحث عن العلاقة المثالية. الحقيقة أن المواعدة عبر الإنترنت، وإرسال الرسائل عبر وسائل التواصل غالباً ما تجري بسبب الشعور بالوحدة والافتقار إلى الحميمية والتجارب المؤلمة. في عالم الإنترنت يمكننا أن نكون كيفما كنا وكيف نرغب أن نكون. هذا يعطينا المتعة ولكنه يغوينا ويغرينا إلى الخيال : عالم اللاوعي.
من السهل أن نصبح مدمنين على العالم الافتراضي لأن الحب في العالم الواقعي لا يمكنه أن ينافسه. بالنسبة للبعض من الصعب العودة إلى الواقع لا بل ربما هو مستحيل . وبالنتيجة يؤدي ذلك إلى عدد من ردود الفعل السلوكية (الصراعات، الإنتقام، الإباحية، الطلاق، المخدرات، اضطرابات الطعام) والإنفعالية (القنوط، الضغط النفسي، الغضب، الألم).
الواقع أن الرابط ما بين الضغط النفسي والقلب المكسور (مرض الحب) والصحة النفسية ( الإكتئاب، الوسواس القهري، الأرق ) وما بين الصحة الجسدية أمر موثق.
عاقبة الحب
إن العواقب البعيدة المدى غير معروفة جيداً ولكن يمكننا أن نخمن. نحن نعرف أن جودة علاقاتنا الإجتماعية وظروفنا لها تأثير عميق على أدمغتنا.
التقدم في علم التخلّق أو علم الجينات أشار إلى أن هناك رابطاً ما بين تجاربنا الإجتماعية والتغييرات البيولوجية والإختلاف السلوكي.
هناك براهين تشرح كيف أن البيئة الاجتماعية تدخل إلى فكرك من خلال العلم التخلقي وكيف تؤثر في نسلنا. أي أن التأثيرات الجسدية الناتجة عن التجارب الإجتماعية تُنقل إلينا .
إذا كانت الأفكار الإنفعالية والواعية والإعتقادات اللاواعية جزءاً من بيئتنا الاجتماعية وإذا كانت مؤثرة في جيناتنا فما هي العواقب البعيدة المدى على جيناتنا من خلال علم التخلق أو الجينات وما هي يا ترى عواقب وهم الحب الرومنسي؟
إذا كانت العمليات الجينية التخلقية تلعب دوراً في الاضطرابات النفسية وإذا كان مرض الحب ( القلب المكسور) يؤدي إلى مشاكل صحية عقلية، فهل يمكن أن يكونا معاً مترابطين؟ في غياب الدراسات المطولة المترابطة نحن لا نعرف الإجابة بعد.
ولكننا نعرف أن النظريات المبنية على الحب الرومانسي والزواج، تعمل على تشكيلنا وهذا التشكّل يبدأ منذ الطفولة المبكرة ويستمر إلى مرحلة المراهقة فالرشد . ضع ” الحب الرومانسي” على غوغل وانظر ماذا سيظهر. نحن نبني، بشكل واع أو لاواع، توقعات وآمالاً عن علاقات الحب ونحاول أن نصل إليها.
لقد حان الوقت للتوقف عن الحب الخيالي، فالواقع مغاير كلياً. إذا كسرنا هذا الوهم المتعلق بالحب الرومانسي، سنبدأ عندئذ بالحصول على توقعات أكثر واقعية فيما يتعلق بنظرتنا إلى الحب. وتغيير نظرتنا إلى الحب سيجعلنا أكثر سعادة وستكون حياتنا سعيدة أكثر فأكثر.