فلاديمير جيكارنتسيف
يجب أن تتأكد أن “الأنا”غير موجود فعلياً. فهو غير موجود لا في الداخل ولا في الخارج، لا في اليسار ولا في اليمين، لا في الأعلى ولا في الأسفل. ويؤكد الحكماء أن فهم حقيقة أن “الأنا” لا يملك مادة ولا جوهراً ولا أساساً مادياً، يعني التوصل للحكمة. وإذا ظننت أنك فهمت هذا الأمر، فإني أطرح عليك السؤال التالي: ” لقد تم ترفيعك في منصبك، أو تلقيت الثناء أو تم وصفك بأنك الأفضل، أو ضربوك أو شتموك أو كذبوك أو خانوك…إلخ “. فاسأل نفسك هذا السؤال: هل أنا موجود فعلاً؟
فمن الذي تم ترفيعه والثناء عليه والإعتراف به وضربه وشتمه وإهانته وتكذيبه وخداعه وخيانته…إلخ؟
إذا كانت لديك إجابة عن هذا السؤال، فإن “الأنا”الخاص بك موجود، وبما إنه موجود فإنه يستمر بالتقييم. ولهذا ليس هناك أي اتحاد بينك وبين الكائنات في هذا الكون، لأن من طبيعة الأنا عزل النفس عن كل ما يحيط بها.
بشكل عام، عندما تبدأ بالتعامل مع “الأنا” الخاص بك، ستتفاجأ بشدة مكره وخداعه في مسائل الحفاظ على البقاء، فبمقدوره أن يحوّل كل خطوة من خطواتك لمصلحته ولتقوية نفسه. مثلاً بإمكان “الأنا” أن يقدم لك أفكاراً مثل: أنا أسير في الطريق الصحيح، أنا أتطور روحانياً، أنا مستعد للمثول بين يدي الله، أنا أطيع كل تعاليم الله، أنا أستحق الجنة لأنني قدمت الكثير من الخير للناس، إذا اتبعت هذه التعاليم سأصبح أكثر قرباً من الله….
لاحظ كيف يقوم “الأنا” بتقديم المفاهيم المتعلقة بالأمان والمصلحة والنجاح والربح والتطور الروحي والديني والخطر والخسارة والانحطاط. مرة قال أحد الحكماء:”إذا كان لديك تمييز ولو بسيط بين الأعلى والأدنى، فإن ذلك كفيل بأن يرميك في قرارة الجحيم”.
فماذا تعتقد أنه قصد بكلامه هذا؟
بالمناسبة ما هي نظرتك إلى المتسولين والفاشلين الذين تراهم في الشوارع؟ إنه يحمل بلا شك نظرة تفوق وقناعة تقول:”إنني أفضل منهم”. إذن هل فهمت ما الذي قصده الحكيم بقوله؟
إ1ا أعجبتكم هذة المقالة التي قدمناها لكم من آي فراشة مفيدة, لا تنسوا مشاركتها مع أصدقائكم.