مرحباً، هل سمعت ما قلته؟ هل يمكن أن تتركي الموبايل قليلاً لنتكلّم؟ هل ستأتين بالموبايل إلى المائدة أيضاً ألا يمكنك تناول الطعام بدونه؟ ابنتك تناديك، ضعي هذا الهاتف جانباً وأجيبيها؟من يكلّمك في مثل هذه الساعة المتأخرة؟ حبيبتي أقفلي هذا الهاتف، أليس لدينا شيء أكثر متعة نفعله معاً؟مئات من التعليقات التي لا بدّ أن تكون كل إمرأة قد سمعتها. هل يمكن لهاتفك الذكي أن يقتل علاقتك بزوجك؟
لقد بات الموبايل يجتاح حياتنا عامة ويؤثر سلباً في حياتنا العاطفية والجنسية مع الشريك. الخطر لا يستهان به، إليك التفاصيل:
‘تويتر هو أكبر مشكلة” تقول هيفاء. “أنا أرسل ما معدله 20 تغريدة على تويتر في اليوم هي بمعظمها اشياء دنيوية مثل أنا أشعر بالبرد أو بالحرّ، بالملل أو بالتعب.
تقول لما: ” فيسبوك يأخذ كل وقتي، أحب أن أخبر الجميع أين أنا وماذا أفعل” طوال النهار وأنتظر التعليقات بلهفة. غالباً ما يشكو زوجي من أنني أتكلّم مع العالم كلّه إلا معه!”
أما تالا فقد أكدت: ‘ما قبل الهاتف الذكي، كنّا نتعانق على أريكة أمام التلفزيون. ونخرج للعشاء أو للرياضة أما اليوم فأنا أجلي طوال السهرة حاملة هاتفي وبالكاد أتحدث معه، لقد تغيّرت علاقتنا بشكل جذري. وأنا أعي ذلك!”
” لا أرفض حين يطلب منّي ممارسة الجنس لكن حالما ننتهي أستدير لآخذ هاتفي وأتحقق من الرسائل والأحاديث. هذا يزعجه كثيراً لأنني عادة أعانقه وأيحتضنني ونتكلم في أشياء تعنينا قبل أن نغفو هانئين”.
في الواقع تنتشر اليوم ظاهرة الإدمان على التكنولوجيا لدرجة أن علماء النفس بدأوا يستقبلون حالات تأتي للعلاج من هذا الإدمان.
فيض المعلومات، وسهولة التواصل التي تؤمنها الهواتف الذكية أصبحت مشكلة كبيرة للبعض حتى باتت تدمر العلاقات وتسبب الانفصال عن العالم الحقيقي.
يقول عالم النفس توماس ستيوارت أن الهواتف الذكية رائعة للتواصل مع أشخاص آخرين، لكن عندما تستخدم بشكل مفرط يمكن أن تسبب مشاكل حقيقية في العلاقات الشخصية. فأنت حين تكونين منشغلة بهاتفك لا تولين اهتماماً لشريك حياتك.
عندما تقومين بمنح الأولوية لهاتفك بهذه الطريقة يمكن أن يؤدي ذلك إلى شعور شريكك بالإهمال والاستياء.
ويغذي هذا الإعتماد على التكنولوجيا أيضا الخوف المتزايد لدى الناس من فقدان التواصل مع أشخاص يجعلونهم يشعرون بأهميتهم. ولا ننسى خدمات الأخبار العاجلة التي تواكب الأحداث في لحظة حصولها. وكذلك التسوّق على الانترنت، والألعاب… حتى أنه بات من النادر أن نرى سيدة رافعة رأسها لوقت طويل فسرعان ما تحنيه لتغوص في العالم الآخر الذي يقدمه لها الإنترنت.
عليك أن تتخذي في الحال إجراءات جذرية لإصلاح العلاقة مع شريكك:
- لا تتواصلي عبر الهاتف مع أحد أثناء الوقت المخصص لكما
- حين تخرجان للعشاء تغلقان جميع مواقع التواصل ولا تردّان إلا على الهاتف حين يرنّ تحسباً لأي طارئ. أما الوضع المثالي فهو عدم إحضار الهاتف أصلاً إلى السهرة مع الشريك
- تخصيص محطة أو محطتين يومياً من يومك للتواصل عبر الانترنت على ألا تزيد عن ربع ساعة كلّ مرة
- أخبري شريكك عن الأشخاص الذين تتواصلين معهم حتى لا يفترض أشياء غير موجودة
- أخبريه عمّا تقرأينه وتكتشفينه كما لو كنتما تناقشان فيلماً شاهدتماه معاً
- تواصلي معه هو أيضاّ عبر الهاتف لتجعليه جزءاً من عالمك الافتراضي فلا يشعر أنه معزول
الإدمان غير الصحي على الهاتف قد تكون له عواقب وخيمة على علاقتك فحذار الإفراط!
لا تدعي هاتفك يقتل علاقتك بزوجك.