د. سيرغيه لازاريف
برأيي أن مفهوم الصحة وثيق الإرتباط بمقدار الطاقة العليا الموجودة في الجسم. قام عدد من العلماء لمعرفة العلاقة الخفية بين الأمراض والخوف بتجربة على القرود: لقد أفزعوا القرود أثناء التجربة وأوصلوها إلى حالة التوتر. تصرفت بعض القرود بعدوانية ودافعت عن نفسها في الرد على الإزعاج بكل الوسائل، هذه القرود تحملت بسهولة حالة الضغط النفسي وحافظت على صحتها. أما الحيوانات التي توقفت عن الدفاع عن نفسها وسلكت سلوكاً سلبياً خاملاً، فقد أصيبت لاحقاً بمرض ثقيل. عندها قرر العلماء أن العدوانية تدعم الصحة. هذا الإستنتاج سطحي وخاطئ بالكامل، فالأمر لا يكمن في العدوانية بل في اتقان بذل الطاقة.
الطاقة
إن الطاقة التي تتوفر خلال الضغط النفسي مخصصة لحماية الكائن الحي. العدوان هو أحد أكثر أشكال الحماية بدائية، فإذا شعر الإنسان بالخوف ولم يدافع عن نفسه ولم يصرف الطاقة الفائضة داخله. فإن هذه الطاقة سوف تذهب لتدمير الذات، لهذا فهو محكوم بالإصابة بمشكلات في الصحة. يختلف الأمر عندما يقوم الإنسان بإجراءات فعالة ليس فقط على المستوى الظاهر، بل وعلى المستوى الباطن أيضاً. عند ذلك تتحول الحماية إلى سيطرة.
الأمراض
أصيب يوماً حاكم مستبد عاش في الشرق بمرض ثقيل أصابه بالشلل. بذل الأطباء كل ما في وسعهم في محاولة مساعدته، ولم يوفق أي منهم في ذلك. وفي النهاية استدعي طبيب كان الحاكم قد أبعده وأذله وآذاه. فقال الطبيب إنه سوف يشفيه ولكنه طلب أن يبقيا على انفراد. وعندما نفذوا طلبه، انفجر الطبيب ضاحكاً وراح يهزأ من الملك. قال مبتهجاً:”وأخيراً أستطيع الثأر منك”،ثم بصق في وجهه، وفي النهاية أنزل سرواله وبال عليه. لقد اضطرم الغضب والغيظ لدى الملك لدرجة أنه تحرك وأخذ الشلل يزول عنه. عادت إليه قواه وطاقته، فقفز على جواده وأسرع للحاق بالطبيب الذي فر هارباً. وفجأة استغرق الحاكم بالضحك عندما أدرك أنه شفي. لذلك نظن أن الغيظ والكراهية هما اللذان شفيا المريض. أما الحقيقة فقد أنقذته الطاقة الموجهة في الأساس للدفاع عن النفس،ولكنها تحولت إلى غيظ وكراهية.
إذا أعجبتكم هذه النقالة “العلاقة الخفية بين الأمراض والخوف” التي قدمناها لكم من آي فراشة لا تنسوا مشاركتها مع أصدقائكم ومعارفكم.