ظواهر أخرى حديثة تقتل نفسيتنا
بعد أن توقف الأولاد عن اللعب في الحديقة، أصبح نموهم أبطأ، وأصبحت شخصيتهم متحفظة، قاسية، أنانية وغير قادرة على التعاطف. ونسأل أنفسنا لماذا يزيد عدد الأشخاص المختلين عقلياً في عصرنا؟
بالمقابل، اللعب مع أقرانهم له تأثير إيجابي على شخصية الولد، لأن الأولاد، عندما يتواصلون فيما بينهم، يتعلمون كيف يتحكمون بانفعالاتهم، كيف يواجهون الخسارة، كيف يجدون لغة مشتركة مع أشخاص لديهم طباع مختلفة.
الخيانة لا تؤذي فقط، ولكنها تؤدي إلى صدمات نفسية. لم يعد الزواج عقداً اجتماعياً او مالياً. كان الزوج (أو الزوجة) في الماضي شريكاً مدى الحياة، ولكنه أصبح في عصرنا الحاضر شريك اللحظة. نحن نختار شخصاً، مقتنعين أننا نحبه فقط لفرادته وتميزه. وثم، بعد وقت قصير، نكتشف أنه ليس متميزاً بشيء مما توهمنا في الحقيقة.
خيانة الشريك
لهذا فإن خيانة الشريك أكثر إيلاماً. ينهار تقدير الشخص، الذي تعرض للخيانة، لنفسه، ويصبح من الصعب عليه أكثر فأكثر أن يثق بالناس، ويعاني من الكآبة، أو حتى من الانهيار العصبي. ليس فقط قلبه هو الذي تحطم ولكن كل حياته تبدو له قد ضاعت.
لقد استبدلنا، في عصرنا الحديث، مشكلة الجوع بمشكلة البدانة. هناك في عالمنا، أكثر فأكثر، أشخاص يعانون من تخمة غذائية أكثر من الاشخاص الذين يعانون من النقص الغذائي. انتشار الأطعمة الرخيصة وذات النوعية السيئة، وازدياد شعبية مطاعم الوجبات السريعة، أدت إلى شيوع العديد من الإضطرابات الغذائية. يعاني بعض الاشخاص من فقدان الشهية او الشراهة المرضيان، ويرفض البعض الآخر أن يعالج مشكلة البدانة.
هناك الكثير من الأشخاص يؤيدون مبادئ النظرة الإيجابية للجسم التي تشجعنا على أن نحب جسمنا بما فيه عيوبه. ولكن علينا ألا ننسى أنها تعلّمنا، في المقام الأول، أن نعتني بجسمنا وأن نلتزم بأسلوب حياة صحي وسليم.
وسائل التواصل الاجتماعي تعزلنا عن بعضنا البعض بدل أن تفعل العكس. عقيدة عبادة النجاح والوفرة تحثّ الناس على التنافس لجذب انتباه الآخرين ولتجنب التواصل لأنهم يخشون من عدم الإهتمام بهم في الحقيقة. الناس لا يعرضون حياتهم أمام الآخرين إلا إذا كان هناك اهتمامات مشتركة.
الضجة
ضجيج المدينة يقصر من عمرنا. مستوى الضجة في المدينة أعلى بكثير من معايير الخطورة بالنسبة لصحتنا. قهي تثير أعصابكم وترفع إنتاج الكورتيزول، هورمون الضغط النفسي، تخفض قدرتنا الإنتاجية بنسبة 60 % وتخلق ذبذبات تؤثر بشكل سلبي على وظائف الأعضاء. نحن نصبح مجانين بالمعنى الحرفي للكلمة إذا عشنا بشكل متواصل في وسط حضري.
ما العمل؟
اصغوا إلى أنفسكم وليس إلى الآخرين.
إذا شعرتم أنكم بحال سيئة، أنكم لا تستطيعون أن تناموا بدون حبوب منومة وأن ليس لديكم القوة الكافية لفعل أي شيء مهما كان، استشيروا طبيباً نفسياً. في أغلب الحالات، يمكن حل المشكلة بحيث أن التأثير يصبح ملموساً بعد الجلسات الأولى.
لا تخافوا من الأطباء النفسانيين:
هناك العديد من الأطباء الجاهزين لمساعدتكم، وخصوصاً إذا أبديتم الرغبة في العمل على أنفسكم. من الأصعب اكثر معالجة أولئك الذين لا يعتبرون أنفسهم مرضى.
لا تفعلوا إلا ما تحبون فعله حقاً.
هذا أحد المبادئ التي تساعد على التخلص من قلة احترام الذات وعلى الخروج من حالة العصبية. مثلاً، سوف تحصلون على نجاح كبير في وقت قصير إذا عملتم في مجال يسعدكم العمل فيه، حتى لو بدأتم من الصفر.
التزموا بدوامات مريحة لجسمكم
يعمل الجسم بطريقة أفضل إذا حصل معظم النوم بين الساعة العاشرة مساءً والثالثة صباحاً، عندما يكون قد تم إفراز أكبر كمية من الهورمونات للاسترخاء وللتخفيف من التوتر. ننصح بإنجاز القسم الأكبر من العمل العقلي في النصف الأول من النهار واتركوا الجهد الجسدي للنصف الثاني من اليوم. هكذا تفرغون الجسم والدماغ من التوتر والضغط النفسي.
أحيطوا نفسكم بالفرح والراحة
امشوا غالباً في الخارج، في حديقة أو في غابة، بقرب نهر أو بحيرة. بعد يوم شاق، اصغوا إلى الأصوات التي، حسبما يقول الأخصائيون، تبعث على الإسترخاء وتنظم التنفس ونبض القلب.
تجنبوا الأشخاص المزعجين، حتى لو كانوا من عائلتكم، امضوا وقتاً أطول مع أولئك الذين يمنحونكم مشاعر لطيفة.
ليس من السهل أن تحافظوا على هدوئكم وتنجحوا في أن تجدوا نفسكم. ما هي الطرق التي تساعدكم على تجديد مصادر طاقتكم والبقاء بانسجام مع أنفسكم؟
اقرؤوا الجزء الأول: لماذا يزيد عدد الأشخاص المختلين عقلياً في عصرنا ؟ (1)