الوقوع في الحب أمر سهل. إنها عاطفة مشتركة في كلّ العلاقات منذ آلاف السنين. الحب أمر أساسي بالتأكيد لأي زواج ناجح ولكن الحبّ وحده ليس كافياً. فما الذي يحتاجه الزوجان لكي يمضيا حياة طويلة معاً؟ مجموعة كبيرة جداً من المقابلات التي أجريت حول العالم تشير إلى شيء غريب يجعل الزواج سعيداًّ! ما هو هذا المكوّن؟
هنا ما عرفناه من آلاف المقابلات مع الناس الذين كانت علاقاتهم الزوجيّة ناجحة وطويلة الأمد: لا يمكن للعلاقة أن تصمد أمام اختبار الزمن إذا لم تكن مبنيّة على الصداقة.
أحد الأسئلة التي طرحناها كان: “من هو أفضل صديق لك؟”
وكانت معظم الأجوبة مفاجئة! كان هنالك طبيب في ريو دي جانيرو متزوج منذ 37 عاماً. فبعد طرح هذا السؤال عليه أعطانا لائحة بأسماء عشرة أشخاص ولم تكن زوجته من بينهم.
وازدادت الأمور سوءاً عندما سألنا زوجته عمن هو أفضل صديق لها، وقدمت هي الأخرى لائحة طويلة بأسماء أشخاص لا تشمل زوجها.
لقد طرحنا السؤال على أزواج دام زواجهم وقتاً طويلاً متوقّعين أن تأتي الإجابات مخالفة تماماً لما حصلنا عليه، ولكن للأسف لم يعترف الكثير ممن قابلناهم بأن الزوج كان أفضل صديق لهم.
الإجابة عن الأسئلة الأخرى كانت هي أيضاً مقلقة. ففي معظم حالات الزواج الطويل لم يعترف الزوجان حتى بأنهما مغرمان.
الحقيقة البسيطة في هذه المسألة هي أن الأزواج الذين أعلنوا أنهم “يحبون” بعضها البعض، ولكن ليس “معجبين” ببعضهم البعض وبالتالي هم ليسوا أفضل الأصدقاء.
الزواج الأنجح بتقدير العالم كله هو الزواج من الصديق المفضّل.
لا نخطئوا التقدير.
الحبّ وحده لا يكفي لجعل الزواج سعيداً وطويلاً. إذا لك يكن زوجك أفضل صديق لك فعلاقتك معه لن تحقق نجاحاً كبيراً للأسباب التالية:
الصديقان يتقاسمان أعباء الحياة ويوفّران لبعضهما البعض كل أشكال الدعم الأخرى.
الصديقان يشجع أحدهما الآخر في العلاقة.
والصديقان يهتمان بصحة أحدهما الآخر وراحته.
الصديقان يتواصلان باستمرار.
الصديقان يثقان ثقة عمياء واحدهما بالآخر ويخلصان لبعضهما إلى أقصى الحدود.
كما ترون، من الواضح أن أنجح الزيجات في جميع أنحاء العالم تبدأ الصداقة. إذا كان من تحب ليس أفضل صديق لك، فعلاقتك به في ورطة خطيرة. الحب وحده لا يكفي.