لماذا وكيف ينقذ الفيتامين C حياة مريض السكري؟ وما العلاقة ما بين الفيتامين C والسكري؟ مقالة من الضروري أن يقرأها كل مريض مصاب بالسكري.
الفيتامين (C) الذي يعرف ايضاً بحمض الاسكوربيك هو مادة غذائية تذوب في الماء, ويمكن لأجسام العديد من الحيوانات إنتاجها , على خلاف جسم الإنسان. إنه مادة غذائية أساسية في طعامنا وفي وظائف جسمنا. لا سيما في تشكيل الأنسجة الرابطة مثل الكولاجين . كما يلعب الفيتامين (C) دوراً في تحسين جهاز المناعة وتخفيض معدل الكوليسترول والتئام الجروح. وكمضاد للأكسدة, يمنع الفيتامين (C) الجذور الحرة من إتلاف الطبقات الخارجية للخلايا. يتوفر هذا العنصر الغذائي, غالباً, في الحمضيات والكوانتالوب ( بطيخ أصفر صغير ) والفريز والفليفلة الخضراء والحمراء والعديد من الخضار الخضراء.
الفيتامين C والسكري والتأثير الذي يخلفه:
إن كنت مريضاً بداء السكري, فلا بد أن تحتاج الى مزيد من الفيتامين (C) لأن الأنسولين يساعد في نقل الفيتامين (C) إلى الخلايا, ولكن ارتفاع معدل الغلوكوز في الدم يعيق هذة العملية.
وبالتالي, قد تصبح نسبة تركيز الفيتامين (C) في الخلايا عند المصابين بالسكري اقل ب 30 بالمئة منها عند الأشخاص غير المصابين بهذا الداء. إذا اصبح هذا النقص مزمناً ولم يجر تصحيحه فقد تعرض صحتك لمزيد من المخاطر. وفي هذه الحالات يمكن للفيتامين (C) أن يساعد في حياة مريض السكري كالتالي.
يخفض نسبة التسكر (glycation)
لعل سبب مضاعفات السكري الطويل الامد , كأمراض القلب والكلى والعينين والأعصاب, هو التسكر, حيث يرتبط الغلوكوز بالهيموغلوبين ( خضاب الدم ), أحد مكونات كريات الدم الحمراء, الذي يحمل الاوكسجين من الرئتين إلى الأنسجة , وبالزلال أكثر البروتينات الموجودة في الدم تركيزاً . كما يمكن أن يتحد السكر مع مواد اخرى في الجسم بما فيها كريات الدم الحمراء والبيضاء, وينتج عن عملية التسكر أيضاً مواد شديدة التسكر (AGES ) تلحق الضرر بالجسم.
عندما يحدث مثل هذا الارتباط تفقد الخلايا والبروتينات وغيرها من المواد قدرتها على العمل بشكل طبيعي لأن تركيبتها ووظيفتها تعدلت . وهذا أمر لا تحسد عليه فعلى سبيل المثال يحبس الهيموغلوبين المعدل الاوكسجين بدلا من إطلاقه كما تقتضي الطبيعة, مما يحرم الخلايا من الأوكسجين.
كما تظهر مشاكل أخرى أيضاً:
فترة حياة كريات الدم الحمراء المتكسرة تصبح أقصر.
تفقد كريات الدم البيضاء المتكسرة قدرتها على مقاومة أي عدوى.
يمكن لجزيئات الكوليسترول الضار أن تتسكر وهي عملية تمنع التوقف الطبيعي لإنتاج الكوليسترول, مما يزيد من مخاطر الإصابة بتصلب الشرايين. كما أن المواد المتسكرة تنتج جذوراً حرة تلحق الضرر بالصحة. والخلاصة هي أن ارتفاع معدل السكر في الدم بشكل دائم يشير إلى وجود الكثير من الخلايا والمواد في الجسم الذي يعجز عن تحمل ومعالجة هذا الفيض, فتزداد إمكانيات ظهور المضاعفات.
ولكن الفيتامين (C) هو حبل النجاة , فقد أظهرت الدراسات أنه يخفض بصورة كبيرة معدل التسكر, خاصة تسكر البروتينات علماً أن العلماء لم يتمكنوا بعد من تحديد السبب. استناداً الى الدراسات الحالية, يبدو أن استهلاك ما بين 500 و 3000 ملغ من الفيتامين (c) يومياً يؤدي الى وقف عملية تشكل البروتينات المتسكرة.
يمنع تكاثر ” السوربيتول “
في الظروف العادية
يحول الجسم الغلوكوز عند إنتاج الطاقة إلى ثاني أوكسيد الكربون والماء. وفي حال وجود فائض من الغلوكوز في دمك, يحول الجسم هذا الفائض إلى مادة تعرف بالسوربيتول. ولسوء الحظ , يميل السوربيتول إلى التراكم في الجسم, فيلحق الضرر بالخلايا والأنسجة أو حتى يدمرها. ويلعب هذا التراكم دوراً هاماً في ظهور مضاعفات مرض السكري الطويل الأمد.
وتشير الدراسات إلى أن جرعات من الفيتامين(c) تتراوح ما بين 250 و 1000 ملغ يومياً قادرة على أن تخفض معدلات السوربيتول بشكل كبير. في إحدى الدراسات التي تناولت المصابين بالنوع الأول من مرض السكري, تمكن الفيتامين(c) من تنظيم معدل السوربيتول خلال ثلاثين يوماً.