أحيانًا نواجه صعوبات تدفعنا إلى إعادة النظر في مثُلنا ومبادئنا وحتى أساسات وجودنا. تكون معاناتنا عميقة جدًا وكبيرة جدًا وقويّة جدًا لدرجة أننا لا نستطيع تخيّل حياتنا “من بعدها”. لا بدّ من أننا جميعنا قد مررنا ولو لمرّة واحدة في حياتنا على الأقلّ بتجربة مؤلمة لهذه الدرجة. وقد تصرّف كلّ واحد منا بطريقته الخاصّة ووجد الطريقة المناسبة ليخرج من وضعه المزعج. وإذا خرجت بعض الأوجاع هناك أوجاع أخرى من الصعب أن تخرج، فنفضّل أن نلجأ لصمتنا على أمل أن تكون المعاناة قصيرة الأمد. هناك أمور تحصل معكم عندما تعانون من الداخل.
نتوجّه اليوم إلى الأشخاص الذين يعانون بصمت ويبكون عندما لا يراهم أحد ويظلّون مبتسمين أمام ورغم كلّ شيء ويأملون الخير على الرغم من يأسهم… إليكم من آي فراشة الأمور التي تحصل عندما تعانون من الداخل ولا يمكن لأحد أن يفهمها سوى أنتم فقط!
تحتاجون إلى الحب والمساحة
أحيانًا تشعرون بالرغبة في أن يكون كلّ ما حولكم فارغًا. فألمكم قويّ جدًا ولستم بحاجة لأي أحد يشارككم محنتكم. تريدون التركيز والتفكير بحلّ يمكنه تهدئتكم وتخفيف معاناتكم. ولكن في الوقت نفسه الذي تفكّرون فيه تحنّون إلى رجلِكم أو إلى عائلتكم وأصدقائكم وإلى حبّهم وانتباههم… أنتم بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى عناق وكلام جميل يواسيكم. فجأة تحاولون الإختلاط بالناس لكي تستفيدوا من مزاج محيطكم الجيّد من دون أن تعترفوا بذلك كيلا تزعجوهم. قد تستطيعون أن ترسموا بعض الابتسامات، لكن قلّة من الناس تستطيع التأثير بكم فعليًا.
تبتسمون عند الطلب
ربما عندما تبتسمون وعندما تبدون فرحين تصبحون كذلك بالفعل. تودّون كثيرا أن تصدّقوا ذلك حتى ولو جرحتكم أبسط ضحكة وتطلّبت أبسط قهقهة مجهودًا كبيرًا جدًا. تستمرّون بتمثيل الفكاهة لطمأنة الناس الذين يحبّونكم ولتغيّروا مظهركم ولإظهار أن الحياة تستمرّ ولإثبات قوّتكم وشجاعتكم ولتشجيع أنفسكم على أن تكونوا بحال أفضل ولو كان ذلك رغمًا عنكم… تشعرون في أعماقكم أنكم أنتم من يجب عليه البدء بهذا النهج.
لا تعودون قادرين على التركيز
على الرغم من أنكم بحاجة إلى تشغيل عقلكم للخروج من هذه الدائرة المزعجة فأنتم لا تستطيعون التركيز على ما تفعلونه. تشعرون بأنكم موجودون من دون أن تكونوا موجودين فعليًا كما لو أنكم في حالة ذهول. أنتم مشوّشون وتنهارون بسهولة. يشعر محيطكم بتوعّككم من دون أن يتمكّن من تحديده. أما أنتم فتحاولون الانتقال إلى أمر آخر وتبدأون بإنجاز التغييرات لتخطّي هذه المرحلة الصعبة من حياتكم، ولكن في دماغكم فراغ كبير ولا يمكنه التركيز على ما تفعلون، الأمر الذي يزيد من معاناتكم. ومع ذلك تعلمون أن أفضل طريقة لكي “تشفوا” هي أن تقلبوا الصفحة.
تتعلّمون من جديد
في كلّ مرّة تستمتعون وتحاولون تغيير أفكاركم وتقومون بأمور جديدة، تؤذون نفسكم لأنكم لم تنطووا عليها. ومع ذلك تثابرون لأنها الوسيلة الوحيدة كيلا تصابوا بالاكتئاب.
أنتم وحدكم قادرون على التخلّص من هذه المشاعر السلبية التي تفسد حياتكم. أنتم وحدكم قادرون على إيجاد طريق سعادتكم.
إذا وجدتم هذه المقالة التي قدمناها لكم من ifarasha مؤثرة، لا تترددوا في مشاركتها مع من يهمكم أمرهم.