أتذكر المرة الاولى التي أدركت فيها أنني كنت من دون شك شخصاً وحيدًا بعض الشيء. عندما كان الأصدقاء يدعونني إلى الخارج، غالبًا ما أذهب بصرف النظر عما كان يجري حولي. ثم اكتشفت أن الأشخاص الوحيدون هم الأكثر إخلاصًا وذكاءً، وإليكم السبب:
لكنني بدأت بالنمو والتقدم في السن وأصبحت أعي أخيرًا معنى الوحدة. واعتدت على الشعور بالإرتياح أكثر فأكثر عندما أخلو بنفسي.
كثيراً ما ينظر الناس إلى الأشخاص الوحيدين بطريقة سيئة، لأنهم لا يخرجون كثيًرا أو لأنهم ليسوا مهتمين بتكوين حياة اجتماعية صاخبة، غير أنّ ذلك لا يعني وجود خطب ما لديهم أو أنهم بحاجة إلى المساعدة من أجل الاختلاط.
ففي الحقيقة، إن الأشخاص الوحيدين نوعان:
- الشخص الوحيد المنفتح الذي لا يمانع في تكوين صداقات أو أن يكون اجتماعيًا لكنه يفضل الوحدة.
- والشخص الوحيد الانطوائي الذي يشعر بالأمان أكثر في الوحدة، من دون أن يملك خيارًا بالفعل.
يستطيع الأشخاص الوحيدون المنفتحون أن يصبحوا من أعز أصدقائكم لأنهم، حتى وإن كانوا يفضّلون قضاء الوقت بمفردهم، إلا أنهم يرغبون في تمضية وقتهم معكم، إذ إنهم يقدّرونكم فعلًا. فهم ليسوا على استعداد لمصاحبة أيًا كان.
أما الاشخاص الوحيدون الانطوائيون فيرتبكون بسهولة من الحشد أو المجموعات الكبيرة، ويختارون أمكنة اجتماعية أخرى كالمنتديات والتواصل مع الجماعات عبر الانترنت بدلًا من الذهاب إلى الحفلات الموسيقية أو الحانات. ويسعون دائما إلى التواصل البشري على غرار زملائهم من الأشخاص الوحيدين المنفتحين، لكنهم بكل بساطة يستعملون وسائل أخرى.
ولكن إذا كان هناك من شيئ حسن يجب أن نستنتجه من هذا المقال فهو أنّ الوحدة لا علاقة لها بالانعزال. فقد يمتلك الشخص أسبابًا عديدة تجعله يستمتع بالوحدة. إذن، إذا بدأت تدرك أنك قد تكون شخصًا وحيدًا، لا تقلق من فكرة تعرضك للمضايقة أو تشويه السمعة، فقط تقبّل الوضع.
الإخلاص والذكاء هما السمتان اللتان تتحلون بهما. لذلك، كونوا أذكياء واختاروا أصدقاءكم بحكمة ولا تخافوا من أن تقولوا “كلا” إذا كنتم تفضلون تمضية الأمسية بمفردكم أكثر من قضائها في الخارج.
إذا أعجبتكم هذه المقالة التي قدّمناها لكم من ifarasha، لا تترددوا في مشاركتها مع أصدقائكم… وخصوصاً الأشخاص الوحيدين الذين تعرفونهم. شكراً لكم!