أهمية الكالسيوم
كثيرا ما سمعنا عن النقص بالكالسيوم وأهميته ولكن تبين أن هناك معدناً أهم لصحة الإنسان والنقص فيه سبب لأمراض كثيرة بل لا شيء في الخلية يعمل من دونه. هو مهم جدا من أجل حياة صحية.
إننا نتحدث هنا عن معدن المغنيزيوم الذي تبين أنه أهم بكثير مما تخلينا من أجل حياة صحية
يشير بحث جديد نُشر في مجلة BMC Bioinformatics. إلى أن دور المغنيزيوم في صحة الإنسان ومرضه أكثر أهمية وتعقيداً مما تخيلناه في السابق.
وفي حين أنه من المعروف أنّ كافة الكائنات الحيّة تحتاج إلى المغنيزيوم وأننا نجده في أكثر من 300 انزيم في جسم الإنسان. بما في ذلك الانزيمات التي تستخدم أو تركّب ال ATP (الوحدة الجزيئية لنقل الطاقة). تشير دراسة جديدة إلى أن النقص في المغنيزيوم قد يؤثر كثيراً في مجموعة من البنى البيولوجية أكبر مما كان معروفاً من قبل.
يحتوي البروتيوم، وهي المجموعة الكاملة للبروتينات الموجودة في الخصائص الجينية البشرية، على ما يفوق 100000 بنية بروتين مختلفة
وقد تبين أن وجود أو النقص بمعدلات هذا المعدن الرئيسي يمكن أن يعدّل سلوك البروتينات في الجسم. ما يؤثر بالتالي في مسار الصحة والمرض على حدّ سواء.
في الواقع، ركّز الطب الحديث والتغذية الحديثة في بادئ الأمر على النقص في الكالسيوم.(ويعود السبب جزئياً إلى تعريف منظمة الصحة العالمية غير العلمي لترقق العظام) على الرغم من وجود أبحاث كثيرة تشير إلى أن الإفراط في استهلاك الكالسيوم يمكن أن يزيد إلى حدّ كبير من عدد المصابين بأمراض القلب ومن عدد الوفيات من جراء هذه الأمراض.
أبحاث حول المغنيزيوم من أجل حياة صحية
تراكمت الأبحاث المتعلقة بالمغنيزيوم على مدى السنوات الأربعين الماضية بوتيرة ثابتة حتى بلغت حوالى 2000 دراسة جديدة في العام. وقد تبين أن للمغنيزيوم 100 منفعة صحية حتى الساعة. وبهدف الاختصار، سنتحدث عن سبعة أدوار علاجية للمغنيزيوم هي كالتالي:
داء السكري من النوع 2:
إن النقص في المغنيزيوم شائع لدى مرضى السكري من النوع الثاني بمعدل يتراوح ما بين 13.5 و47.7% وفقاً لدراسة أجريت في العام 2007. وقد أظهرت الأبحاث أيضاً. أن الذين يعانون من السكري من النوع 2 ومن مرض الشريان التاجي يسجلون معدلات أدنى من المغنيزيوم بين الخلايا. وتبيّن أن تناول مكملات غذائية من المغنيزيوم يخفف نسبة السكر في الدم ويرفع الكولسترول المفيد لدى مرضى السكري من النوع الثاني. كما تبيّن أنه يحسّن الحساسية على الأنسولين ويحسن العمليات الاستقلابية لدى مرضى السكري من النوع 2.
أوجاع ما قبل الحيض:
لوحظ أنّ النساء اللواتي يعانين من آلام ما قبل الحيض يسجّلن انخفاضاً في معدلات المغنيزيوم. بالتالي، تبيّن أنّ المغنيزيوم يخفف أعراض ما قبل الحيض لاسيما تلك المرتبطة باحتباس السوائل في الجسم كما يقلل الأعراض الأخرى بنسبة تقارب 34% لدى النساء ما بين 18 و45 سنة بعد إعطائهن أقراصاً زنة 250 ملغ على مدى ثلاثة أشهر. وتبين أنّ تناول مكملات المغنيزيوم مع الفيتامين B6 يُحسّن أعراض ما قبل الحيض المرتبطة بالقلق.
أمراض القلب والشرايين والوفاة: يُنبئ انخفاض نسب مصل المغنيزيوم باحتمال الإصابة بأمراض القلب والشرايين وبالوفاة. ثمة طرق عديدة تجعل المغنيزيوم معدناً واقياً للقلب والشرايين. فيمكن للمغنيزيوم أن يلعب دوراً في سد قناة الكالسيوم، وهو يخفف الضغط، كما أنه مضاد للتشنّجات ومضاد للجلطات. فضلاً عن ذلك، نجد أن خلايا عضلات القلب كثيفة جداً بالميتوكوندرياأي معامل الطاقة في الخلايا التي تتطلب كمية مناسبة من المغنيزيوم لتنتج ATP عبر دورة حامض الستريك.
اضطرابات داء الشقيقة:
يسجّل الأشخاص الذين يعانون من نوبات الشقيقة معدلات متدنية جداً من المغنيزيوم. وقد أشارت مقالة نُشرت مؤخراً في مجلة Journal of Neural Transmission وحملت عنوان “لماذا ينبغي أن يعالج مرضى الشقيقة بالمغنيزيوم”. إلى أنّ اختبارات الدم الروتينية لا تعكس ما يخزّنه الجسم فعلاً من المغنيزيوم لأن أقل من 2% من الماغنيزيوموالدمو”67% في العظام و31% ما بين الخلايا”. ويقول كاتبو المقالة “بما ان اختبارات الدم الروتينية لا تشير إلى معدل المغنيزيوم، فإنّ العلاج التجريبي بأقراص المغنيزيوم مبرر لمرضى داء الشقيقة.” في الواقع، تبين أن تناول مكمل غذائي من المغنيزيوم يخفف أيام ألم الرأس لدى الأطفال الذين يعانون من آلام الرأس الشبيهة بداء الشقيقة وهو فعال في تخفيف تكرار حالات الإصابة بالشقيقة لدى الراشدين عند تناوله مع ل-كارنيتين.
التقدّم في السن أو الشيخوخة:
إنّ التقدّم الطبيعي في السن عملية صحية، إلا أنّ التقدّم السريع في السن هو أحد ميزات النقص في المغنيزيوم. ويظهر هذا بوضوح اكبر في إطار المهمات الطويلة الأمد إلى الفضاء حيث يرتبط انخفاض معدلات المغنيزيوم بشيخوخة القلب والشرايين. التي تصبح 10 مرات اسرع مما هي عليه على الأرض. تبيّن ان تناول مكملاً غذائياً من المغنيزيوم مفيد لعكس شيخوخة الخلايا العصبية الصماوية والتخلّص من تغيرات خلايا الEEGالمناعية عند الانسان.
يحتاج الجسم إلى المغنيزيوم للحفاظ على توازن الحمض النووي وتعزيز استنساخه ما يعني أنّ إحدى الآليات التي تكمن خلف الشيخوخة مرتبطة بنقص المغنيزيوم. ويلعب المغنيزيوم دوراً في شفاء أطراف الكروموزومات بعد انقسامها
وجع العضلات fibromyalgia: إن النقص في المغنيزيوم شائع لدى الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة المرضية المؤلمة. وقد تبيّن أن تناول جرعات صغيرة من المغنيزيوم (50 ملغ)، مع حمض التفاح يخفف الألم والوهن.
عدم انتظام خفقات القلب:
يظهر عدد من الدراسات الحالية أنّ تناول مكملات غذائية من المغنيزيوم يقلل من هذه الحالة إذا استخدم الماغنيزيوم وحده أو إذا أخذ مع دواء تقليدي آخر