التخلص من مصادر المشاكل النفسية
من أهم أسباب العذاب المشاكل النفسية هو إدراكنا أن لا شيء ثابت في الحياة. كل الأمور تتغير ونحن نريد أن تكون الأمور بالطريقة التي تناسبنا. وعندما تتغيّر الظروف نشعر بالإحباط وخيبة الأمل والحزن والحداد، ونتمنى لو أن الظروف لم تعاكسنا ولو أن الواقع غير ما هو عليه. لذلك يجب التخلص من مصادر المشاكل النفسية.
والدي أصيب بالألزهيمر وقد أصابتني صدمة كبيرة لرؤية هذا التحوّل المؤلم في حياته. الأمر صعب بالنسبة لي. أنا أحبه كثيراً ولا أتحمّل رؤيته في هذه الحالة من الضياع.
لكن ماذا لو حاولت تقدير الجمال في حياته.
وتثمين لحظات الفرح التي يمنحك إياها وجوده ولو بهذه الحالة في حياتك. حاول أن تعيش معه كل لحظة بلحظة وتتقبّل التغيّرات بدلاً من تعذيب نفسك بسبب فقدان ما كان.
أنا أعاني من مرض السكري ومضاعفاته. من الصعب بالنسبة لي ولعائلتي التعاطي مع التغيّرات.
لكن ماذا لو وجدت في مرضك سبباً لتغيير حياتك نحو الأفضل. غيّر سلّم اهتماماتك وتكيّف مع الظرف الجديد عوض رفض واقعك والإحساس بأنك ضحية لا تستحق ما يحصل لك. فحتى المرض هو عنصر تغيير نحو الأفضل فلا تحوّله إلى سبب للإحباط.
الدهون متراكمة على بطني، وعندما أنظر في المرآة أتمنى لو أنني أصغر سناً وأكثر لياقة ورشاقة.
إن المشهد الذي تراه في المرآة يذكرك بعدم ثبات أي شيء في الحياة. لكنه يشير أيضاً إلى أن الوقت يجري بسرعة وعليك أن تفعل شيئاً في وقت قريب لتحقيق الاستفادة القصوى من الوقت.
ابني ينتقل إلى مرحلة البلوغ، هذا صعب بالنسبة لي لأنني أشعر بأنني أخسره شيئاً فشيئاً. سوف يخرج إلى العالم دون حمايتي، ويتعرض لكثير من الطعن والغدر والإهانات.
النضوج
لكن نضوج الأولاد شيء لا بدّ منه، فلمَ لا تقدّر الوقت الذي يكون فيه ابنك معك وتتقبّل تكوينه الفكري الجديد؟ وعوض أن تتحسّر على الفترة التي كنت فيها مسؤولاً عنه افرح بالفترة التي سيكون فيها شاباً ناضحاً مسؤولاً عن نفسه.
علي أن أقوم بعمل ما لكنني أؤجّله وأقاومه لأسباب أجهلها، ربما لأنني أخشى أن أفشل أو أن أخيب أمل الناس فيّ.
نحن لا نستطيع أن نعرف ما ستجلبه الحياة لنا، ولا يمكننا السيطرة على ما سيأتي. كل ما يمكننا القيام به هو أن نقدّر هذه اللحظة، ونبذل قصارى جهدنا في العمل الذي نقوم به. لا تضيّع الوقت الثمين في التردد لأن ما ستندم عليه لاحقاً ليس ما قمت به بل ما لم تقم به.
التغيير
في كل من هذه الحالات وغيرها بالمئات، يظهر الطابع غير الثابت والتحوّل للظروف. الحياة متغيّرة باستمرار تلك هي طبيعتها. وإذا أدركت هذا الواقع وتقبلته ستوفّر على نفسك الكثير من الضغط الفسي والإحباط والحزن والغضب. الغرض من تقبل عدم الثبات والعمل على أساسه هو استعادة الفرح وتقدير الجمال الزائل لهذا الوجود المؤقت