الناقد الداخلي (الضمير)
إن الناقد هو شخصية داخلية قوية جداً موجودة في داخلنا وهو يؤثر تأثيراً حاسماً في حياتنا، وكثيراً ما يحولها إلى جحيم. الشريك الأساسي للناقد هو المدافع والمراقب، فهو يخبر الأخير بالأخطاء التي يقوم بها الإنسان، فيسعى هذا إلى السيطرة على الوضع فوراً. تصالح مع هذه الشخصية في داخلك لكي تعطيك قوتها.
أما الشريك المهم الآخر للناقد فهو الدافع، فالدافع يحدد أهدافاً بعيدة، ويقوم الناقد بالتساؤل لماذا لم تتحقق هذه الأهداف حتى الآن. وهناك شريك آخر للناقد هو الساعي إلى الكمال وهو المسؤول عن تطوير أنفسنا وأعمالنا وما حولنا في سعينا نحو الكمال. وهو الذي يحدد مقاييس الكمال فيما يتعلق بالسلوك أو تحقيق الهدف، فيأتي الناقد ويتساءل لماذا لم يتم تطبيق مقاييس الكمال حتى الآن.
قدرات الناقد
إن الناقد يتمتع بقدرات فكرية هائلة. وهو يجبرنا دائماً على الشعور بأننا سيئون وغير صالحين، كما أنه يتمتع بحدس عميق، فهو يعرف جيداً نقاط ضعفنا وكيفية طعنها بالسكين لكي نتألم أكثر. إن أقل عدم ثقة بالنفس من جانبنا في أي مجال كان، يمنح الناقد نشاطاً وطاقة كبيرين. فالناقد مستعد دائماً لتذكيرنا بعدم أهليتنا وفشلنا. وبسببه يمكننا أن نستيقظ فجأة في منتصف الليل لكي ندرك أننا تصرفنا تصرفاً خاطئاً البارحة فنشعر بالبرد، وهو مستعد دوماً لإقناعنا بأننا تسببنا بضرر بالغ في أمرٍ ما.
إذا لم نتعرف إلى شخصية الناقد لدينا ونلاحظ عملها المدمر في داخلنا، سنبقى ضحية لها. ولكن عندما نتعرف إلى هذه الشخصية في داخلك، نحولها إلى نصير لنا يساعدنا مساعدة فعالة. على كل الأحوال، عليك أن تبقى منتبهاً. فلا يجوز أبداً أن ندير ظهرنا للناقد حتى لو تحول إلى نصير لنا، فهو يمكن أن يعاود الهجوم في أي لحظة.
شخصية المُقارِن
يعتبر المقارن أحد جوانب الناقد، وهو دوماً ينبهنا إلى أن هناك من هو في حال أفضل من حالنا. وذلك مهما حققنا من نجاح في أعمالنا. كما أنه يلاحظ دوماً أننا مهما فعلنا فهناك من سبقنا وفعل ذلك أفضل منا وأننا تأخرنا. إن المقارن لا يضاهى من ناحية قيامه بإظهار مدى حقارتنا وبؤسنا. وهو يشير دوماً إلى وجود من هو أفضل وأغنى وأكثر إثارة وذكاءً وجاذبية وشبابا. واسترخاءً وفعالية، وما إن يبدأ بترداد أقواله حتى نتحول إلى أقزام.
فلاديمير جيكارنتسيف