مشاكل طفولتنا: خاطب نفسك ذهنياً:” أنا موجود في رحم الأم. هذا هو الشهر الأول من الحمل، هذا هو الثاني والثالث….”. إذا كان لديك في تلك الفترة مشاعر خوف، كآبة وانزعاج، فإنك سوف تشعر بذلك مباشرة. وإذا كان الجواب بالنفي، فإن الإساءات سوف تحصل لاحقاً،أي بعد حوالى سنتين. عندما يظهر مفهومان لا يتطابقان (مثل “كيف يجب أن يكون الأمر؟”و”كيف يوجد على أرض الواقع؟”)، عندها يحدث الإستياء.
مشاكل طفولتنا:
الأمور التي تترك تأثيراً في الطفولة هي الخوف، الرعب، انعدام المحبة تجاه الأهل والذات. إذا كنت تحفظ في نفسك محبة الله وتسعى إلى مرضاته، عندها ستستطيع تفسير الأحاسيس الداخلية المتعلقة بذكريات الطفولة المرة. إن دور تلك المرارة هو بالأساس أن يحضنا على مزيد من الحب. وكلما كانت الإساءة كبيرة، كان السعي لمرضاة الله والتقرب منه كبيراً. تلك هي الدعامة الأساسية والهامة التي يجب ألا نفقدها أبداً.
إن سلوك الأهل محدد من الأعلى. لكي نتعامل بشكل صحيح مع الألم الذي سببه الأهل، يجب أن نتقبل الأمر في داخلنا بشكل مطلق، لأنه في حال العكس سوف يتحول الرفض إلى عنف وعدوانية تجاه الكون والخالق. أما على المستوى الخارجي، فنحن نمتلك الحق برفض كل التصرفات الناتجة عن الإساءة والكره، من أجل تغيير الوضع. فيما يخص الماضي، يمكن القبول بأمر واحد فقط: لقد حصل ذلك بإرادة الله، وعلينا تقبل ذلك بشكل مطلق.
ما العمل عندما لا يعجبنا ما قمنا به نحن أو ما قام به الآخرون؟ يجب توجيه الطاقة ليس للندم والحسرة على الماضي، بل يجب توجيهها لتغيير المستقبل. إن المشكلات الخارجية مع العالم المحيط تدفعنا إلى مزيد من التطور، بينما المشكلات الداخلية قد تقودنا إلى الإنحطاط والموت.
عندما يحاول الشخص تقييم تصرفات الأهل من وجهة نظر واحدة، عندها أمامه طريقان:إما الإعجاب الزائد عن الحد وإما الإساءة والانزعاج. فإما أن يتقبل سلوك الأهل بشكل كامل، وهكذا يتجه إلى المازوشية وتدمير الذات والكآبة، وإما يتجه إلى الرفض المطلق، كره الأهل وعدم تقبل سلوكهم، وهنا تنشأ النزعة السادية.
سيرغيه لازاريف
Dr Sergey Lazarev
اللوحة: Portrait of a Child (unfinished) – Salvador Dali