تحقيق الفرح الداخلي
الفرح ليس هو المرح. يمكنك قضاء اليوم كلّه في المرح مع الأصدقاء ولكن عندما تغلق عليك باب غرفتك لا تشعر بالفرح الحقيقي. الفرح الداخلي والشعور بالرضا عن حياتنا يتطلّب منّا السعي لبلوغه. أين أجد فرحي الداخلي؟ نحتاج لتمرين داخلي شديد ولكن إيجابي.
أين أجد فرحي الداخلي؟ نحن بحاجة إلى التوقف عن مقارنة حياتنا بحياة الآخرين والقيام بالخطوات التالية:
الإمتنان
من خلال التركيز على سعادة الآخرين ننسى أن نعدّ النعم التي منحنا إياها الله. الفرح يبدأ بالشعور بالامتنان. وهذا لا يحدث فقط عندما تسير الأمور كما نريد. مهمتنا هي المحافظة على هذا الإحساس بشكل مستمر. كيف؟
درّب عينك على رؤية الأمور الإيجابية في كل الأشياء وكلّ الأشخاص الذين تلتقيهم في حياتك. بدل التركيز على الأخطاء انتبه لعدد المرات التي تقوم بها بردّ فعل سلبي أو تنتقد أو تشتكي. تعوّد على الشكر. اشكر الأشخاص الذين يقدمون لك أي خدمة. حاول التركيز على ما هو جيد. هذا لا يعني ألا تحدد الخطأ ولكن أن تعرفه وتتعامل معه بشكل موضوعي بدون تجريح أو انفعال.
الوعي
انظر من حولك. هل توقفت عن تقدير الحياة من حولك. هل فقدت إحساسك بالوعي؟ وهل تفرح بالناس والأشياء. هل تعيش اللحظات بملئها. عندما نختبر ملء الحياة ونفتح أعيننا لنرى ألوان غروب الشمس، ونسمع ضحكة طفل، ونشمّ رائحة العشاء المنزلي، نصبح أكثر إدراكاً للنعمة التي حصلنا عليها ونشعر بفرح داخلي عظيم. حتى في الصلاة، هل نعي أننا نقوم بمجرد تلاوة من دون التركيز والتأمّل في معاني الكلمات. كلّ ما حولنا بركة: دويّ الرعد، رؤية البرق، قوس قزح، الشجرة المثمرة… الرسالة هي أننا لا يمكن أن نسمح للحياة بأن تمرّ بقربنا دون أن تلمسنا. الفرح بانتظارنا إذا سمحنا لأنفسنا بأن نتوقف للحظة ونشكر ونقدّر ما لدينا عوض التباكي على ما ليس لدينا. لنتعلّم أن نفرح بالأشياء البسيطة!
العطاء
اولئك الذين يعطون هم الناس الأكثر سعادة. لست بحاجة لتعطي الكثير. أعطِ فقط مما لديك وليس ما يفضل عنك وسوف تحدث فرقاً! لا يمكن أن تعبر الدنيا من دون أن تجرّب فرح العطاء. فرح حقيقي ينمو فينا حين نعرف أننا قد تركنا بصمة جميلة في هذا العالم.
العطاء لا يعني فقط أن تتبرّع لجمعيات خيرية وغرباء يحتاجون مالك. عائلاتنا وأصدقاؤنا وأزواجنا وأطفالنا… قلوب مفتوحة على مصراعيها تنتظر أن نملأ فراغها بأعمال المحبة. العطاء يمكن أن يكون ابتسامة مشرقة في أوقات الضيق، عناقاً مطمئناً في وقت القلق، أذناً صاغية في عزّ العزلة والوحدة واليأس، كلمة مشجعة عندما تبدو الأمور قاتمة. العطاء هو طاقة إيجابية تساعد الآخرين على رؤية الأمور من منظار مختلف. وعندما ترى تأثير ما تفعله ستشعر بفرح حقيقي لا يتزعزع. لقد جعلت الكون أفضل بوجودك.