تحول المال إلى لعنة: قدم إليّ زوج وزوجته من اليونان. لقد قصوا عليّ قصة غريبة. لدى أقربائهم في اليونان تجارة مزدهرة وأرصدة كبيرة في البنك، وقد دعوا ابن أخيهم من كييف إلى زيارتهم، وهو شاب فقير جداً في السابعة عشر من العمر. كان الشاب مهذباً جداً وطيباً، وتعلق به أقرباؤه بسرعة وخصوصاً لأنهما لم يكن لديهما أولاد.
طلبوا منه أن يبقى معهما ووافق الشاب مسروراً. وبعد عام طلب منهما السماح له بالسفر لمدة أسبوعين لرؤية والديه. وهناك حدث ما لم يكن بالحسبان، فقد وقع الفتى في الحب، ومباشرة بعد ذلك أصيب بالمرض. طلب منه أقرباؤه العودة بسرعة ليبدأوا بعلاجه، ولكن حالته لم تكن تسمح بذلك. وبعد أسبوعين اتصل بأقربائه وقال لهم إنه يرفض ثراءهم ولا يريد العودة إلى اليونان. لقد اعتبر أنه أصيب بالمرض لأنه عاش في اليونان.
- تريدان أن تعرفا هل هو مصيب أم لا؟
نظر إليّ الزوج نظرة متفحصة وأومأ رأسه بالإيجاب.
- تعرفان أن نفس الأطفال أطهر من نفس الكبار. إنهم لا يستترون بقشرة التفوق والحماية وعدم الثقة. لذلك يشعرون بالحب بشكل أفضل وبالأخطار التي تهدد الحب. فلو أنه وقع في الحب ما بين سن العشرين والثالثة والعشرين، وليس في سن السابعة عشرة، لكان لقي حتفه بسبب المرض. فهو لم يكن يملك مضاداً للسم يحميه من الثروة التي اقتحمت حياته والتي لم يتعب للحصول عليها.
إن سر الصحة والسعادة في الواقع بسيط جداً
إنكم تهبون قدراً من الحب والطاقة وتتلقون قدراً موازياً تقريباً من الصحة والمال ومن أشكال السعادة الأخرى. إذا أعطيتم طاقة أكبر بخمس مرات مما تلقيتم من النقود والرفاهية، فستكون صحتكم مستقرة ولن يقتلكم إيراد المال أو الرفاهية المفاجئ. أما إذا حصلتم أو أردتم الحصول على أضعاف ما بذلتم من طاقة، فإنكم ستصبحون مرضى. لن تكونوا من يملك هذه الثروة وإنما هي التي ستتملككم.
إذاً عندما رحل قريبكم إلى اليونان وحصل على كل ما كان يحلم به بدون مجهود، بدأت نفسه تموت بشكل غبر ملحوظ. وعندما وقع في الحب، أخذت نفسه تتطهر وانتقلت القذارة إلى الجسد، لذلك وقع فريسة المرض. كثير من الناس يستطيعون العيش زمناً طويلاً بسعادة ودون أذى إذا لم يقعوا في حب حقيقي. حتى عندما يفقدون إمكانية الحب داخلياً وإمكانية إعطاء الطاقة، يعيشون مع ذلك براحة تامة.
تحول المال إلى لعنة.
سيرغيه لازاريف