في البداية تجعلك علاقات غرامية كهذه نشوان ولكنها لا تزودك فعلياً بما تريد.
” لا أعرف ما هي المشكلة معه. أعني نحن متزوجان منذ 25 عاماً وقد بدأ بإقامة علاقات مؤخراً.. ورغم وعوده بالتوقف عن ذلك، ما يزال يخونني.”
نظرت المرأة إلى الأرض
فسألتها: ” كيف كانت علاقتك به قبل أن يبدأ بخيانتك؟”
رفعت نظرها واشاحت نظرتها عني إلى البعيد وكأنها تعود بالذاكرة إلى الوراء:” تزوجنا صغاراً وبدأنا بتكوين عائلة .. هو كان منكباً على عمله وأنا كنت أهتم بأطفالي . بالتأكيد كنا نتشاجر واحياناً كنا نتعادى ولكن لم يقع ما هو خطر أبداً أو هذا على الاقل ما أظنه”
قلتُ لها:” من ثم تغيرت الأشياء. اكتشفت شيئاً ما.”
رغم حزنها الواضح، افترت شفتاها عن ابتسامة:” صحيح. كان زوجي غافياً بعد ظهر ذاك الأحد وكان قد نسي تليفونه على منضدة المطبخ .. وصلته رسالة فنظرت إلى التليفون فإذا بي أقرأ:” ما رأيك بتناول الغداء معاً السبت القادم”. للحظة لم أعبأ بالأمر ولكن فضولي دفعني لأتحقق ففتحت الهاتف. وتأكدت أنه كان يرسل رسائل نصية لهذا الرقم منذ وقت طويل. لم أستطع تمالك نفسي .. طلبت الرقم فأجابت امرأة . عندما سألتها عمن هي، أقفلت الخط. شعرت بالذعر وسرعان ما أيقظت زوجي وسألته عما يحدث. في البداية أنكر ولكن بعدما أرهقته اعترف بأنه على علاقة بزميلته في العمل منذ ستة أشهر.
لسوء الحظ أنا كوني اختصاصي بمعالجة المشاكل الزوجية سمعت هذا النوع من القصص مراراً وتكراراً…هذا النوع من القصص مدمر لكلا الزوجين.. والواقع أن بعض الباحثين يقولون إن شخصاً من أصل 60 يقيم علاقة خارج الزواج لذا ليس من الغريب أن نتصور أن عدداً كبيراً من الطلاقات يقع بسبب خيانة أحد الزوجين للآخر.
ولكن دعونا أولاً نفكر في رد زوج هذه المرأة .
عندما تكلمت معه، بدا متفاجئاً من تصرفه.
” نحن متزوجان منذ 25 سنة ولكني أقمت 3 علاقات في السنوات الخمس الأخيرة. أنا لست إنساناً سيئاً فلم يحدث أن خنت أي فتاة كنت على علاقة معها قبل أن أتزوج. أنا في مهنتي لست شخصاً سيئاً. اسأل أي شخص أعمل معه عني. وأنا أقوم بواجباتي الدينية ولكني أقوم بشيء لا يقبل به جزء كبير مني”.
“وما السبب برأيك”
” لقد تغيرت … لقد انشغلت بالأطفال كثيراً بحيث بت أشعر أني مهمل عاطفياً وجنسياً. ناهيك عن القول بأننا لا نمضي وقتاً معاً.. لدي مشكلة في التواصل معها.. وكلما تكلمت معها عن حياتي وقعت المشكلة .
ثم راح يخبرني ما قاله لي عدد كبير من الرجال:” النساء اللاتي أراهن الآن، يمكنني التكلم معهن ويمكنني أن أشاطرهن ما في قلبي بدون الخوف من توبيخي أو انتقادي. ولا أدري ما أفعل ولكنهن ينجذبن إلي”.
من خلال خبرتي في ال 15 سنة الماضية هذا ما تيقنت منه. هناك مكونان وراء الخيانة
1. عندما يبدأ رجل ما بعلاقة لا يكون قد وقع في حب المرأة في البداية.. فهو يقع في حب تخيلاته تجاه الشخص الآخر. وبمعنى آخر يقع في حب المرأة الأخرى التي خلقها في خياله. المرأة التي وقع في حبها هي ببساطة من بنات أفكاره، هي امرأة يتصور أنها ستلبي حاجاته.
2. إن عدداً كبيراً من الناس الذين يقيمون علاقة، يصبحون في حالة من النشوة التي تنتج عن لقائهم بامرأة جديدة. عندما يقيم الشخص علاقة عاطفية تبدأ هذه العلاقة بإعطائه رد فعل إيجابي، تعطيه شيئاً يمكن التعلق به ويكون تعلقه هذا غير عائد إلى شخص بل إلى شعور أو إلى مادة كيميائية يحررها الدماغ عندما يكون مع تلك المرأة. هناك في الواقع 3 مواد كيميائية يحررها الدماغ في بداية علاقة كهذه: الدوبامين الذي يحفزه الكوكايين والنيكوتين ووالثاني هو النورابنفرين أو ما يعرف بالأدرينالين والأخير هو السيرتونين وهو أحد أهم مكونات الحب الكيميائية في الدماغ.
الواقع أن السبب وراء هذه العلاقات ليس الشخص الآخر، بل هي تكشف توقاً داخلياً لدى الخائن إلى أن يلاحظه أحد ويقدره. وهذا التوق يمتلك القدرة على أن يجعل الناس يعتقدون أن “الشخص الآخر” هي “توأم الروح” فيما الحقيقة ان الذي وقع في حبه هو ما يدور في داخل ذاته.
قبل أن تقدم على علاقات غرامية، اخطُ خطوة إلى الوراء وفكر في التوق الذي تشعر فيه في داخلك أو في الحاجة التي تريد تلبيتها. فكر في تلبية تلك الحاجة أو ذاك التوق الداخلي بطرق صحية. فإذا أقمت علاقات غرامية أو إذا كنت تحاول أن تصلح زواجك بعد علاقة انخرطت فيها، فكر في البحث عن معالج متخصص بمشاكل الأزواج.