يبعث لنا القراء رسائل بشكل مستمر، وتتكرر نفس الشكوى دائماً : “لقد جربت كل أنواع الريجيمات ولم أتوصل أبداً إلى الحفاظ على الوزن الملائم” هذا ما يحدث لسوء الحظ دائماً عندما تحاولون خسارة الوزن بسرعة. في البداية، ينجح الأمر… لكن بعد بضعة أشهر، تستعيدون كل الكيلوهات التي فقدتموها… وحتى المزيد أيضاً! أوقفوا الريجيمات وكلوا دهون أكثر!
أوقفوا الريجيمات وكلوا دهون أكثر! يؤكد هذا رسالة من قارئ آخر يقول فيها:
“نعم، يجب أن تنحفوا ببطء تدريجياً وبسلاسة وأن تحافظوا على نشاط بدني . في سنتين، خسرت 11 كلغ (من 113كلغ إلى 102 كلغ) بدون معاناة من الجوع ومن الضغوط النفسية الأخرى”.
يتابع قارئ آخر على نفس الموجة:
“اكتشفت منذ 3 سنوات ريجيم مونتينياك الذي يرتكز على مؤشر السكر في الأطعمة. لقد فقدت بدون صعوبات حوالى 15 كلغ في سنة واحدة”.
في الواقع، مراقبة مؤشر السكر في الأطعمة التي تتناولونها هي فكرة ممتازة.
إذا أردتم أن تنحفوا أو أردتم بكل بساطة أن تبقوا بصحة جيدة، يجب أن تبدأوا من هنا : إلغاء كل أنواع السكر “السريع” !
الكثير منكم يحفظونها غيباً، لكنني أفضل أن أكررها، في سنة 2018، للتأكيد على أهميتها.
تذكير سريع ب “السكريات السريعة”، نعتقد أولاً أنها السكر العادي أو سكر المربيات أو العسل أو البسكويت. بالفعل، إنها سكريات “سريعة”، بمعنى أنها ترفع بقوة معدل السكر في الدم. لكنها ليست وحدها ! الكثير من أنواع السكر السريع…ليس لها طعم السكر. إنها حالة الخبز (الأبيض أو الكامل)، غاليت الأرز المنفوخ أو البطاطس : هذه الأطعمة هي أنواع سكر “أسرع” من السكر الأبيض العادي!
كيف نعرف هذا؟ بفضل مؤشر بسيط جداً، مؤشر السكر glycemic index (GI): هذا المؤشر يصنّف الأطعمة بحسب تأثيرها على سكر الدم.
هذا التصنيف يمنحكم نظرة بسيطة وعملية إلى الأطعمة التي عليكم تجنبها بأي ثمن، وخصوصاً إذا أردتم أن تنحفوا…وتبقوا بصحة جيدة!
لأننا نعرف منذ سنوات التأثيرات الكارثية على الصحة لهذه السكريات السريعة:
إنها تساهم في انتشار البدانة وفي مرض السكري، لأنها تجبر البنكرياس على إنتاج المزيد من الأنسولين، حتى تصبح خلاياكم مشبعة؛
إنها تؤذي وضعكم النفسي (الذاكرة، المزاج، الخ.)، الذي يحتاج إلى مستوى ثابت من السكر ليعمل، وليس إلى قفزات مفاجئة، مدمرة على المدى الطويل؛
وهي تسرّع الشيخوخة والتدمير العام لخلاياكم، عن طريق الالتهابات وعملية التسكّر والأكسدة.
لهذا يجب تجنب الخبز، البطاطس، المعجنات، وكذلك الأرز الأبيض.
إذا كنتم تحتاجون إلى النشويات حقاً، فضّلوا تلك التي تمتلك مؤشر سكر GI منخفض أو معتدل، مثل الأرز التايلاندي نصف الكامل، القمح الروسي، البطاطا الحلوة أو البقوليات.
لكن النظام المثالي هو أن تخففوا من تناول النشويات وتعوضوها بتناول الدهون الجيدة!
في سنة 2018، كلوا سكر وحبوب أقل، ودهون أكثر !
أكدت هذا دراسة كبيرة منشورة في مجلة Lancet حديثاً بطريقة لا تقبل التشكيك.
فحص الباحثون النظام الغذائي لأكثر من 135000 شخص، من 18 بلداً حول العالم كله…وتوصلوا إلى نتيجة لا نقاش فيها :
“النظام الغني بالنشويات مرتبط بارتفاع خطر الوفاة، بينما النظام الغني بالدهون يرتبط بانخفاض خطر الوفاة”.
بحسب هذه الدراسة، أولئك الذين يأكلون دهوناً أكثر ينخفض خطر وفاتهم قبل أوانهم بنسبة %23…وينخفض خطر إصابتهم بجلطة دماغية بنسبة %28 !
بالمقابل، الذين يأكلون نشويات أكثر (والقليل من الدهون) يرتفع خطر وفاتهم بشكل أسرع بنسبة %28.
تناول الدهون شيء أساسي…وخصوصاً إذا كنتم تريدون أن تنحفوا !
أولاً لأن الدهون هي التي تضفي الطعم اللذيذ على وصفاتكم، صلصاتكم ومقبلاتكم…ولن تستطيعوا أن تنحفوا على المدى الطويل بدون تلذذ !
ولكن أيضاً لأن الدهون هي التي تدعم جسمكم أكثر، أكثر بكثير من النشويات.
إذا كنتم تفتقرون لها في نظامكم الغذائي، فمن المحتمل أن يعذبكم الجوع طوال الوقت…وأن تنقضوا في أقرب فرصة على أسوأ الأطعمة المثقلة بالسكر.
انتبهوا مع هذا، ليست كل “الدهون” متساوية!
لكن ليس أي نوع من الدهون بالتأكيد!
إذا كان هناك نوع من الدهون عليكم تفاديه مثل الطاعون، فهو “الدهون المحولة trans fat”.إنها دهون اصطناعية بشكل كامل، نحصل عليها عن طريق عمليات كيميائية.
أنتم لا تجدون هذه الدهون إذن في الأطعمة “الطبيعية”. بالمقابل، إذا أكلتم أطباقاً جاهزة أو منتجات مصنعة، يجب أن تحذروا. نجد هذه “الدهون المحولة” في البسكويت، الكورنفلكس، المارجرين، الحلويات الجاهزة، وأغلب أنواع الأطعمة المصنعة.
اهربوا من هذه المنتجات وفضلوا بالمقابل الدهون الجيدة، اللذيذة، مثل :
- زيوت الطهو : الزيتون، الجوز، الكتان- الغنية بالبوليفينولات والأوميغا 3
- الأفوكادو – المليئة بالألياف والبوتاسيوم
- الجوز واللوز والبندق – المليئة بالفيتامينات
- الاسماك المدهنة الصغيرة، مثل الأنشوفة الغنية بالأوميغا 3
- الشوكولا السوداء (جداً) الغنية بمضادات الأكسدة
- صفار البيض؛ الغني بالكولين
هذه هي الأطعمة الدهنية الصحية والمناسبة للريجيم!
نعرف أن هذه المعلومات معاكسة لكل ما أخبروكم به منذ عشرات السنين، لكنها اليوم أصبحت مثبتة علمياً !