تبث الهيئات الصحية منذ بضع سنوات إنذارات متلاحقة حول موضوع الكولسترول الموجود في البيض. كما الكثير من الأطعمة الأخرى مثل زيت جوز الهند أو زيت الأفوكادو، كان هناك اعتقاد خاطئ أن البيض سيء للصحة. ما الذي يحدث عندما نأكل بيض كل يوم ؟
مع أن البيضة الكبيرة الواحدة تحتوي ما بين 180 و186 ملغ من الكولسترول، لكن الكبد ينتج وحده ما بين 1000 إلى 2000 ملغ في اليوم.
مبدئياً، عندما تستهلكون أطعمة تحتوي على الكولسترول، ينظم الكبد نفسه مخفضاً إنتاجه. هذا يعني أن استهلاك البيض لا يزيد الكمية الموجودة من الكولسترول في جسمكم، انتم تستبدلون بكل بساطة نوعاً بنوع آخر.
اليوم، لننظر معكم، من آي فراشة، عن قرب لماذا الأمر يستحق أن تدخلوا هذا الطعام اللذيذ في فطوركم اليومي وتناول بيض كل يوم.
المواد المغذية
فيما يتعلق بالقيمة الغذائية، يعطيكم البيض فعلاً أفضل مردود بالنسبة لما تدفعونه. إنه غني بفيتامينات A، E، B6، B12، B3، B5، B9، حديد، مغنيزيوم، فوسفور، سيلينيوم وغيرها أكثر، من الصعب أن تجدوا أطعمة أخرى مثله تحتوي هذه المواد الغذائية المتنوعة.
الكولسترول
الإنتقاد الأكبر الموجه للبيض أنه يحتوي مستويات مرتفعة من الكولسترول.
لكن البيض يحتوي على الدهون العالية الكثافة (HDL ) وهي ضرورية جداً للجسم وللدماغ.
تؤمن ال HDL الثبات في كل خلية من الجسم وتساعد جسمكم على إنتاج الفيتامين D وهورمونات مثل التستوسترون، الأستروجين والكورتيزول.
بعكس الدهون المنخفضة الكثافة (الكولسترول السيء)، التي تلتصق بالأوعية الدموية، فإن الكولسترول HDL ينظف الغشاء الداخلي للأوعية الدموية ويقي من تصلب الشرايين. وهو يحدّ أيضاً من مستويات ال LDL ولا يساهم في أمراض القلب أو الجلطة الدماغية عند الأشخاص ذوي الصحة الجيدة، مما يجعلكم تستطيعون أن تأكلوا منه قدر ما تريدون.
لكن استهلاك البيض بشكل منتظم يمكن أن يزيد احتمال الإصابة بمرض في القلب والشرايين عند مرضى السكري.
إذن لقد اتضح أخيراً الوهم الذي أحيط به الوضع الصحي لل HDL الموجود في البيض والكولسترول المرتفع.
للمحافظة على مستويات الكولسترول تحت السيطرة، من الأفضل أن نتجنب بكل بساطة تناول كميات زائدة من السكر، وأن نمارس الرياضة يومياً، ونحافظ على وزن صحي، وأن نأكل خضاراً أكثر ونتوقف عن التدخين.
الكولين
البيض مصدر ممتاز للكولين الذي يشجع تطور الدماغ والذاكرة. إنه مهم جداً للدماغ لدرجة أنه من الضروري للنساء الحوامل أن يأخذن مكملات من الكولين كي يتجنبن تشوهات النمو في الرحم.
حالياً، يُقدّر أن 90% من الناس لديهم نقص في الكولين، مما يجعلهم أكثر عرضة للأذى في العضلات ولتشمع الكبد غير الكحولي.
الحفاظ على عينين ثاقبتين
يحتوي البيض على اللوتيين والزيكسانتين، وهما من فصيلة الكاروتينويدات الأساسية للنظر. وهما يخففان معاً من خطر الإصابة بالتنكس البقعي المرتبط بالعمر، الذي يسبب العمى الجزئي عند الكبار في السن.
تحمي الكاروتينويدات العينين من الأذى الذي يتسبب به نور الشمس، وتحسن النظر الليلي وتخفض خطر الإصابة بإعتام عدسة العين (الماء الأسود) حتى نسبة 50%.
تغذية العضلات
بيضتان تؤمنان من البروتينات قدر حصة من اللحم، بدون أن تعرضوا أنفسكم للدهون والحمضية العالية في أغلب اللحوم. مع أن رجيمات عديدة تقترح أن تأكلوا فقط بياض البيض من أجل أن تؤمنوا مصدراً للبروتينات الجيدة، فإن نصف البروتينات الإجمالية في البيض موجود في الصفار.
تغذية العظام
يحتوي البيض على الكالسيوم والفيتامين D، اللذين يحتاجهما جسمكم للحفاظ على العظام، وخصوصاً لزيادة كثافة العظم. ينشط الفيتامين D بفعالية قدرة جسمكم على امتصاص الكالسيوم. الكالسيوم ضروري أيضاً لتخثر الدم، للإشارات العصبية ولانقباض العضلات.
تشجيع فقدان الوزن
لأن البيض غني بالمواد المغذية، فهو أكثر إشباعاً من أغلب الأطعمة. إنه أيضاً قليل السعرات الحرارية، وهذا ما يجعله الأفضل للريجيم من أغلب الأطعمة الغنية بالبروتينات. استنتجت الدراسات أن استهلاك البيض عند الفطور يمكن أن يحدّ من كمية الغذاء التي تأكلونها في خلال اليوم.
هذه العادة تؤدي أيضاً إلى فقدان الوزن، إلى التخفيف من محيط الخصر وإلى التخفيض من دهون الجسم أكثر من أي أطعمة أخرى عند الفطور.
استنتاج:
ما يعنيه هذا هو أن إضافة البيض إلى نظامكم الغذائي ليس أمراً سيئاً. في حالات عديدة، البيض مفيد لجسمكم أكثر مما تعتقدون. مع أنه يجب أن لا تأكلوا طبعاً 10 بيضات كل يوم، فإن بيضتين إلى ثلاث بيضات يومياً أمر مثالي للأشخاص الذين يحاولون البقاء محافظين على صحة جيدة.
إذا وجدتم هذه المقالة من آي فراشة مفيدة، لا تترددوا في مشاركة هذه المقالة مع معارفكم وأقاربكم.