السبب الحقيقي وراء انسداد الشرايين. والعلاج الوحيد الذي لن يخبركم عنه طبيبكم

إليكم سبباً وجيهاً إضافياً كي نعير انتباهاً أكثر لتوازن الجسم بكامله، وليس التركيز بالكامل على الأدوية التي تؤثر في عامل واحد فقط.

السبب الحقيقي وراء انسداد الشرايين

ليس عليكم أن تخافوا من الجلطات الدموية عندما تكون شرايينكم بحالة ممتازة. لن تتشكل الجلطات على الشرايين وتسبب الذبحة إلا عندما تكون هذه الشرايين متضررة ومتضيقة.

إذن فإن ظاهرة تضيّق الشرايين هي ما يجب تجنبه كأولوية.

ولكن إذا عُرض عليكم دواء لهذا، احذروا !

أولاً لأن لا أحد يعرف كيف يؤثر هذا الدواء. مع أن الأمر يبدو غريباً، ولكن ليس هناك أي إجماع طبي حول السبب البيولوجي لتضرر الشرايين.

هناك بالتأكيد عدة نظريات. بعضها في حالة انهيار كامل، مثل نظرية “الكولسترول الذي يسدّ الشرايين”، وهي نظرية تخلى عنها بشكل كامل الباحثون المستقلون عن شركات صناعة الدواء.

فيما يتعلق بالنظريات الأكثر جدية، فلديها نقطة مشتركة :إنها تثبت أن تشكّل البلاكات على الشرايين هي عملية معقدة جداً ومتعددة المهمات.

من غير المفيد أن نحلم باكتشاف دواء يساعد على تجنبها عن طريق كبح الأنزيم X أو إغلاق المستقبل Y. حتى العلاج الطبيعي لا يستطيع أبداً أن يحمي شرايينكم وحده.

maxpixel
افتحوا شرايينكم بأنفسكم عن طريق الحركة

اعتماد أسلوب حياة صحي ووقائي هو إذن أفضل طريقة علاج، حتى لو كانت شرايينكم في حالة سيئة.

لأن الطبيعة لديها نظام متطور جداً لتنقذ حياتكم إذا كانت شرايينكم مسدودة.

عندما تعطون جسمكم القليل من الوقت، فهو قادر على أن يقوم وحده بعملية فتح للشرايين، مشابهة لما يفعله الأطباء.

عندما يقوم الجرّاح بعملية قسطرة أو تمييل، فهو يفتح “ممراً” حول الشريان المسدود.

إنه نوع من الالتفاف لكي يستطيع الدم أن يجري بدون عائق، متجاوزاً الممرات الصعبة. كما لو أننا نفتح ممراً فرعياً لتجنب الأشغال الجارية على الطريق الأساسية.

عمليات القسطرة الجراحية تنقذ الحياة في الحالات الطارئة. لكن إذا كان لدينا متسع من الوقت، فالأفضل أن نعتمد على عملية القسطرة الطبيعية المسماة “شبكة الأوعية الدموية الجانبية”.

جسمنا قادر بالفعل على أن يخلق بنفسه شبكة شرايين صغيرة تتجاوز العوائق. لكن انتبهوا، هذه الظاهرة الطبيعية ليست ممكنة إلا بشرط واحد : أن يكون لديكم نشاط جسدي منتظم ! إذا كنتم لا تتحركون، فهذا لن ينجح !

الرياضة يمكن أن تنقذ حياتكم حقاً…حتى لو كنتم ضحية ذبحة قلبية :

تخيلوا أن جلطة سدّت الشريان الذي يغذي قلبكم. ستفتقر خلايا قلبكم فجأة للأوكسجين وتبدأ بالموت تدريجياً (وهذه هي الذبحة).

كلما مرت دقائق أكثر، كلما تراجعت فرصة بقائكم على قيد الحياة.

لكن إذا كانت لياقتكم البدنية عالية، قد يستطيع قلبكم أن “يتماسك جيداً” وقتاً أطول، وهذا ما قد يعطي فرصة أكبر لكي تنقذكم وحدات الطوارئ.

لماذا ؟ بكل بساطة لأن العضلات المدربة جيداً تتطلب منكم أوكسجين أقل. أنتم تعرفون هذا جيداً : إذا كنتم غير معتادين على صعود 5 طوابق على قدميكم، ستصلون وأنتم تلهثون. لكن عندما تتعود عضلاتكم على هذا الجهد، تستطيعون أن تنجزوه بكمية أوكسجين أقل.

في حالة انسداد الشريان، هذا قد ينقذ حياتكم بكل بساطة، ويسمح لقلبكم بالبقاء على قيد الحياة وقتاً أطول !

وهذا لن تسجله فحوصات تحليل الدم. قيسوا بأنفسكم درجة الخطر على قلبكم !

لهذا السبب فإن مستوى نشاطكم الجسدي ونوعية نظامكم الغذائي هما أفضل مؤشرين على صحة قلبكم من أغلب التحاليل الطبية.

بكل تأكيد، هناك أرقام يجب أن لا نتجاهلها لأنها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بارتفاع خطر الإصابة بأمراض قلبية : ضغط الدم ومعدل السكر في الدم، وأيضاً معدل التريغليسيرايد، ومعدل تخزين الكالسيوم في شرابينكم…

لكن في %95 من الحالات، هذه المؤشرات ليست إلا انعكاس لأسلوب حياتكم.

مثلاً، يحدد التريغليسرايد مستوى تخزين الدهون لديكم. لكن في اي حالات يخزن جسمكم الدهون ؟ الجواب : في حالتي النشاط الجسدي غير الكافي والنظام الغذائي السيء الذي يحتوي على الكثير من السكر والنشويات (خبز، معجنات، بسكويت، صودا، أرز) !

لكي تقيسوا درجة خطورة إصابتكم بمرض في القلب أو الشرايين، افحصوا أولاً محتوى طبقكم ومدة النشاط الجسدي اليومي !

ليس فقط ستأخذون فكرة جيدة عن حالة شرايينكم وقلبكم، ولكن أيضاً عن قدرتها على المقاومة وعلى شفاء ذاتها في حالة الإصابة.

بالإضافة إلى الرياضة والنظام الغذائي، لا تهملوا هذين العاملين الآخرين اللذين يخبران الكثير عن صحة قلبكم :

  • مستوى تعرضكم للسموم في عصرنا الحاضر : التبغ، الكحول والملوثات البيئية؛
  • ومستوى الضغط النفسي المزمن (الذي يؤثر على نوعية نومكم).

اعتنوا بكل هذه العناصر في أسلوب حياتكم، ولن يعود هناك من داعٍ للقلق حول قدرة قلبكم على المقاومة !

اقرؤوا الجزء الأول من هذه المقالة:

كيف تتفادون الإصابة بنوبة قلبية بدون دواء ؟ ( الجزء الأول )

الشرايين