في أغلب الحالات، يمكننا أن نتغلب على حرقة المعدة عندما نغيّر عاداتنا، بدل أن نبحث عن التخفيف منها بأي ثمن. اليكم أسرار الهضم الناجح وكيف تتخلصون منها.
– أرخوا الضغط النفسي عن معدتكم…وعن حياتكم
الضغط النفسي هو “التفسير” المتعارف عليه عند أطباء الجهاز الهضمي عندما لا يعرفون الكثير عن سبب ألمكم (ظل الأطباء لسنوات طويلة يشرحون لمرضاهم أن سبب قرحتهم هو الضغط النفسي… حتى اكتشفوا المسؤول الرئيسي في عام 1984، بكتيريا الهليكوباكتر بيلوري).
لكن مما لا شك فيه أن الضغط النفسي يفاقم من ارتداد الحمض. إنه يؤدي إلى تشنجات المعدة ويبطئ إفراغها بإغلاقه الباب الصغير الذي يفصلها عن المستقيم.
بشكل أعمق، الضغط النفسي يسبب الخلل في عملية الهضم من البداية إلى النهاية… ابتداءً من تقليل إفراز اللعاب. وإفراز اللعاب مهم لعملية الهضم، فليس بالصدفة أن يسيل لعابكم لمنظر وجبة لذيذة.
من جهة أخرى، فهذا هو أحد الأسباب الذي يجعل التدخين غير مرغوب فيه إطلاقاً لمرضى الارتداد الحمضي : فمن بين سيئاته التي لا تحصى، إنه يخفض إفراز اللعاب ! بالمقابل، أظهرت الدراسات أن مضغ علكة (بدون سكر) بعد تناول وجبة، في خلال 30 دقيقة، يخفف من عوارض الحرقة ويساهم في التخلّص من الحرقة والنفخة.
احفظوا إذن أن التحكم في الضغط النفسي هو سلاح أساسي مضاد لكل مشاكل الهضم.
إذا كنتم في حالة توتر وتعانون من ارتداد الأسيد، فقد حان الوقت لليوغا، لتمارين التنفس، لأي طريقة استرخاء تفضلونها.
انتبهوا خصوصاً خلال الوجبة : جربوا أن تجعلوا منها فترة ممتعة، وحتى لحظة تأمل. خذوا بضع لحظات قبل أن تبدأوا، امضغوا بهدوء، بوعي كامل. سيساعد هذا الأمر عملية الهضم لديكم إلى حدٍ كبير.
– اعتنوا بأمعائكم وقولوا وداعاً للنفخة
الغازات والنفخة، هي أيضاً، تضغط على بطنكم وتشجع على الارتداد الحمضي. إنه أحد الأسباب التي تدفعكم للعناية بأمعائكم !
- ابدأوا بالحذر من منتجات الحليب : إذا كنتم تعانون من النفخة أو تشنجات المعدة غير المعروفة الأسباب، فأنتم ربما، مثلكم مثل أكثر من %40 من الناس، لا تتحملون اللاكتوز الموجود في الحليب ! جربوا أن تلغوه تماماً من نظامكم الغذائي لبعض الوقت.
- إذا لم ينجح هذا، قوموا بنفس الشيء مع الغلوتن : التوقف عن تناوله قد يكون له نتائج إعجازية على أوجاع الجهاز الهضمي. أكدت عدة دراسات أن نظاماً غذائياً خالياً من الغلوتن قد يحلّ بشكل نهائي مشاكل الارتداد.
في الحالتين (الحليب والغلوتن)، لا تخافوا خصوصاً من التخلص من كل الأطعمة التي تحتوي عليها.
لأنها ليس فقط لا تحتوي شيئاً أساسياً من وجهة النظر الغذائية، لكن التوقف عن تناولها يمكن أن يخفف أو يعالج 91 مرضاً رئيسياً منها الأمراض الذاتية المناعة (الصدفية، التصلب اللويحي، التهاب المفاصل المتعدد، مرض هاشيموتو)، الحساسيات، الربو، ترقق العظام، أوجاع الرأس، الكآبة، الأرق، بالإضافة إلى مشاكل المعدة والأمعاء.
انتبهوا : يمكن أن نصاب أيضاً بالنفخة بدون أن يكون السبب هو التحسس على اللاكتوز أو الغلوتن. في هذه الحالة، إنها علامة خلل عام في الفلورا المعوية.
لمعالجة هذا الأمر، ليس هناك سر : يجب تعديل نظامكم الغذائي على المدى الطويل.
لا أستطيع أن أفصّل هنا ما الذي يعنيه هذا بالضبط، لكن احفظوا شيئين أساسيين، للمحافظة على أمعاء بصحة جيدة، يجب:
- أن تزيدوا بشكل ملموس استهلاك الخضار
- وأن تنقصوا بشكل كبير من استهلاك المنتجات المصنعة والنشويات السريعة : السكر الأبيض، الخبز، المعجنات والبطاطس.
عندما تقومون بهذه التغييرات، أنتم لا تعالجون فقط الارتداد المعدي : انتم تخففون في نفس الوقت من خطر الإصابة بمرض مزمن ذات يوم، سواء كان السرطان، التهاب المفاصل أو أيضاً السكري أو ارتفاع ضغط الدم.
ينتظر الكثير من الناس حتى يقعوا ضحية هذا النوع من الأمراض كي يقرروا تغيير عاداتهم. هذا مؤسف لكنه منطقي : ما الذي سيحفزنا عندما لا يكون لدينا مشكلة صحية ؟ لكن إذا كان لديكم ارتداد حمض، فهذا قد يسهّل العملية.
لهذا أنصحكم بألا تكتفوا بتغطية عوارضها، حتى بواسطة علاجات طبيعية. لا تحاولوا بأي ثمن إسكات جسمكم. ابدأوا بالإصغاء إليه : إذا شكا، فربما يجب أن تغيروا شيئاً ما.
فرصتكم ربما تكمن في الإصغاء إليه والتخلص من الحرقة والنفخة : تمسكوا بهذه الفرصة، وستفعلون أكبر خير لصحتكم.
اقرؤوا الجزء الأول من هذه المقالة: التخلّص من الحرقة والنفخة : أسرار الهضم الناجح (1)