نشهد اليوم تزايداً في عدد الإصابات بأنواع السرطان المختلفة. لكن ألسنا كلنا مبرمجين كي نعتقد “أنّ هذا السرطان لن يصيبني.” إلا أنه لا يرحم أحداً. نعم، يمكن أن يصيبك أو يصيب زوجتك أو صديقك المفضّل بهذا المرض. إذن، ما الذي يجري في العالم؟ يُعدّ السرطان مرضاً حديثاً نسبياً ومسبباً جديداً للموت في تاريخ البشر.
إنّ مركز السرطان على الانترنت مخصص ببساطة لإحصاءات السرطان وحالات الإصابة به. وتقدّر الإحصاءات التي أجريت ما بين 2007 و2009 أنّ أكثر من 40% من النساء والرجال اليوم سيصابون بالسرطان في حياتهم. ما يعني 50% تقريباً!
أولاً، ما هو السرطان؟
يتكوّن الجسم من ملايين الخلايا. تنمو الخلايا وتنقسم وتموت بطريقة منظّمة. وتخضع هذه العملية لتحكّم شديد. السرطان في الواقع مرض ناجم عن انقسام عشوائي للخلايا الشاذة في جزء من الجسم. وهذا الانقسام العشوائي للخلايا قد يحدث في أيّ جزء من أجزاء الجسم كالرئتين أو العظام أو الثديين، الخ…
إليكم معلومة مثيرة للاهتمام: لا يمكن للخلايا السرطانية أن تعيش في محيط غني بالأوكسجين.
دعونا نقلّب هذه المسألة. هذا يعني أن انخفاض معدل الأوكسجين الذي يصل إلى الخلايا المكوّنة حديثاً يمكن أن يحوّلها إلى خلايا سرطانية. في العام 1931، حصل الدكتور Warburg على جائزة نوبل للمرة الأولى بعد أن أثبت أن السرطان ينجم عن نقص الأوكسجين في الخلايا. وأفاد في مقال حمل عنوان “السبب للرئيسي للإصابة بالسرطان والوقاية منه” أنّ “سبب السرطان لم يعد سراً خفياً، فنحن نعلم أنه يحصل عندما تفتقد أيّ خلية 60% من كمية الأوكسجين التي تحتاجها.”
هذا هو السبب الرئيسي للإصابة بالسرطان.
مما لا شك فيه أنّ ثمة أسباباً أخرى تؤدي إلى الإصابة بالسرطان لكن يبدو أنّ نقص الأوكسجين هو السبب الأول. ويضيف بعدئذ أنّ “السبب الرئيسي للإصابة بالسرطان هو استبدال الخلية للنقص بالأوكسجين بالسكر المتخمر فكل الخلايا الطبيعية في الجسم تلبي حاجتها إلى الطاقة من خلال تنفس الأوكسجين أما الخلايا السرطانية فتلبي حاجتها إلى الطاقة من التخمر “
باختصار، هذا الكلام يعني أن الخلايا السرطانية تفتقر إلى الأوكسجين في حين أن الخلايا السليمة غنية بالأوكسجين.
ما الذي يخفض معدلات الأوكسجين في الجسم؟
1- تراكم السموم الخلوية التي تلحق الضرر بآلية تنفّس الأوكسجين داخل الخلايا.
2- ضعف الدورة الدموية الذي يتخذ شكل تكتّل خلايا الدم الحمراء ما يبطئ جريان الدم ويعيق تدفّقه إلى الأوعية الشعرية.
3- غياب الأجزاء المناسبة لبناء جدران الخلية ما يمنع وصول العناصر الغذائية إليها.
4- بيئة حمضية في الجسم.
يستخدم بعض الأشخاص العلاج الكيميائي أو بالأشعة للقضاء على السرطان إلا أنّ هذا يلحق ضرراً أيضاً بالخلايا السليمة ويثقلها بالسموم ما يؤدي بدوره إلى ظهور السرطان في الخلايا الطبيعية! ولعلك سمعت أن السرطان يعود عادة للظهور أكثر من مرة لدى المرضى إلا إذا أجروا تغييرات في حياتهم!
إذن، ما هي الطرق الخمس التي يمكن أن تساعدك على خفض إمكانية إصابتك بالسرطان؟
1- خلّص جسمك من السموم (خفف السموم الخلوية وزد كمية الأوكسجين التي تصل إلى الخلايا)
سيساعدك التخلّص من التوكسينات البيئية السامة من نظامك الغذائي (عبر تناول المأكولات العضوية وتجنّب المياه الغنية بالفلورايد/الكلور) ومن محيطك (عبر استخدام أدوات تنظيف ومستحضرات تجميل وأثاث ومواد بناء وملابس غير سامة) على التخلّص من السرطان في حياتك. وثمة طرق عدة لتخليص الجسم من السموم عبر الاكتفاء بشرب المياه فقط دون تناول أيّ طعام، وعبر تناول العصائر فقط (حيث تشرب عصائر الفواكه والخضار فقط لعدد محدد من الأيام) وعبر اعتماد رجيمات خاصة شاملة للتخلّص من السموم.
2- مارس الرياضة (يزيد تدفق الدم)
يُعدّ ضعف الدورة الدموية أحد أسباب عدم وصول الأوكسجين بشكل كافٍ إلى الخلايا. وإذا افتقرت الخلايا إلى الأوكسجين بشكل كبير فمن المرجّح أن تصبح سرطانية. بالتالي، عندما يمارس المرء الرياضة ويحسّن دورته الدموية، يتحسّن وصول الأوكسجين إلى الخلايا كما سيصل إليها المزيد من العناصر الغذائية.
3- العادات الغذائية المناسبة
يعتبر النظام الغذائي سلاحاً أساسياً في ترسانة مكافحة السرطان. عليك أن تتناول المنتجات الكاملة العضوية كلما أمكنك ذلك لخفض السموم. زد من استهلاكك للأحماض الدهنية الأساسية من زيت الكتان العضوي المعصور على البارد أو زيت السمك.
ينمو السرطان ويتغذى من السكر والحبوب المكررة. امتنع عن تناولها قدر الإمكان ولا تستخدم المحلّيات الصناعية لأنها ليست صحيّة. بتنا نجد مؤخراً في الأسواق مواد محلّية صحية جديدة كالستفيا stevia والكزيليتول xylitol واللكناتو laknato.
4- تناول المأكولات القلوية بشكل أساسي
إنّ المأكولات الحمضية بالنسبة إلى الجسم هي: اللحوم، الدواجن، السمك، مشتقات الحليب، البيض، المأكولات الجاهزة والسريعة، المشروبات الغازية، الكحول، القهوة، الحبوب وحبوب الفطور. عليك أن تخفّض من استهلاك هذه الأصناف إلى أقصى حدّ.
أما المأكولات القلوية فتتضمن بشكل أساسي الفواكه والخضار. إنّ النسبة المئوية الجيدة هي 75% مأكولات قلوية و25% مأكولات حمضية. قد يبدو هذا صعباً في بداية الأمر لأن النظام الغذائي لمعظم الناس يقوم على العكس تماماً. ما إن يصبح هذا السلوك الغذائي طبيعياً أكثر حتى يصبح الهدف العام الذي ينبغي أن تتطلع إليه: 45% فواكه وخضار مطبوخة، 30% فواكه وخضار نيئة و25% حبوب أو مكسرات أو بذور أو سمك أو لحوم أو دواجن.
فضلاً عن ذلك، ثمة بحث أظهر منافع النظام الغذائي الذي يقوم على المأكولات النيئة بنسبة 100% في معالجة السرطان. ويقدّم معهد Gerson في سان دييغو، كاليفورنيا، بديلاً لعلاج السرطان. وعلاج Gerson هو علاج طبيعي ينشّط قدرة الجسم الاستثنائية على علاج نفسه عبر نظام غذائي عضوي ونباتي، وعصائر خضار وفواكه نيئة وحقن شرجية من القهوة ومكملات طبيعية. وعلى مدى السنوات الستين الماضية، شُفي آلاف الأشخاص من “أمراض غير قابلة للشفاء” بما في ذلك: السرطان، السكري، أمراض القلب، داء المفاصل واضطرابات جهاز المناعة. أوليس الغذاء دواءً!
5- ادعم قدرة جسمك على استخدام الأوكسجين لإنتاج الطاقة
يعتبر الأنزيم المساعد Q10 عنصراً غذائياً حيوياً في إنتاج الطاقة في الخلية. إن افتقرت الخلية لهذا الأنزيم فلن تتمكّن من إنتاج الطاقة. كما تظهر الأبحاث أن زيوت الأوميغا-3 ذات النوعية العالية تساهم في نقل الأوكسجين إلى داخل الخلايا بشكل أكبر.