إليك المشهد. إنها عطلة نهاية الأسبوع (أو أنت في عطلة مثلي في وسط المحيط) وبدأت تشعر بالألم في سنك. وتزايد الألم إلى حدّ جعلك عاجزاً عن الأكل والتركيز! لا يمكنك حتى أن تمرح وتستمتع بوقتك. ماذا يمكن لك أن تفعل؟
دعني أطلعك على سرّ: يمكنك أن تخفف الألم والعذاب بشكل مؤقت بواسطة زيت كبش القرنفل، وهو زيت عطري غير مكلف ومتوفر في الأسواق.
إليك ما ينبغي أن تفعله:
ضع بضع نقاط من هذا الزيت على قطعة من القطن ثم ضع القطعة على السن الذي يؤلمك وعضّ عليها. أبقِ فمك مطبقاً حوالى 5 دقائق حتى يخدّر الزيت الألم ويقضي على البكتيريا.
بعدئذ، أزل قطعة القطن وامزج في كوب القليل من زيت
كبش القرنفل (6 إلى 8 نقاط تفي بالغرض) مع الماء والملح. تمضمض بهذا المزيج وأبقه في فمك حوالى دقيقة واحدة ثم ابصقه. يجب أن تشعر بالتحسّن!
ملاحظة:
يمكن لزيت كبش القرنفل غير المخفف أن يتسبب بحروق وحتى بضرر للعصب، فاحرص على تخفيفه بالماء إن كنت ستضعه على نسيج بشرة حساس. يمكنك على أيّ حال أن تستخدمه مباشرة على السن عبر وضعه على قطعة من القطن أولاً.
لنعد إلى قصتي على متن السفينة. تبيّن أنني أحتاج إلى سحب عصب الضرس (وهذا أمر سهل في هذه الأيام إلا على مستوى المحفظة). لم يعطني طبيب الأسنان سوى نصيحة واحدة شدد عليها: عند الشعور بالألم، عليك بزيت كبش القرنفل. في الواقع، أخبرني أنه استخدم القليل من زيت كبش القرنفل لتخدير ألمي قبل أن يبدأ عمله.
تاريخ كبش القرنفل
يعود استخدام كبش القرنفل إلى عهد سلالة هان الحاكمة (207 قبل الميلاد إلى 220 بعد الميلاد) حيث استعمل لإخفاء رائحة الفم الكريهة. كان مطلوباً من الذين يقتربون من الإمبراطور الصيني أن يضعوا كبش قرنفل في أفواههم لهذه الغاية. ومع مرور السنوات، استخدم الطب الصيني التقليدي كبش القرنفل لعلاج سوء الهضم والاسهال والفتاق والحمو والأمراض الجلدية الناجمة عن الفطريات وغيرها من الالتهابات.
وصل كبش القرنفل إلى أوروبا في القرن الرابع بعد الميلاد وقد اعتبر ترفاً واستُخدم في مزيج استعمل لعلاج داء النقرس. وعندما أصبح كبش القرنفل متوفراً في أوروبا، استعمل بطريقة مشابهة لاستعماله في الطب التقليدي الصيني. استخدم الأوروبيون كبش القرنفل لعلاج سوء الهضم، الغازات، الغثيان، التقيؤ والإسهال. كما استُعمل لعلاج السعال، عدم الخصوبة، الثؤلول، الديدان، الجروح وآلام الأسنان.
واستخدم كبش القرنفل في أميركا لعلاج مشاكل الهضم كما تمت الاستعانة به لإضفاء مذاق أفضل على تركيبات الأعشاب ذات الطعم المرّ.
أشير إلى أنّ الأميركيين هم أول من استخلص الزيت من كبش القرنفل واستخدموه على اللثة لتخفيف آلام الأسنان.
إنّ المكوّن الفاعل في كبش القرنفل هو زيت الأوجينول eugenol oil. يشكّل هذا الزيت 60 إلى 90% من كل كبش قرنفل واحد وهو معروف منذ زمن بعيد بأنه يقضي على البكتيريا والفيروسات والفطريات. وهذا الزيت معقّم ومطهّر ومنشّط للهضم ومضاد للتشنجات ومعطّر وقابض ومعروف باستخداماته المتعددة.
الاستعمالات المثبتة لكبش القرنفل وزيته
معطّر سريع للجو: امزج زيت كبش القرنفل مع الماء وضع
المزيج في عبوة رشّاشة. احرص على أن ترجّ العبوة جيداً قبل استعمالها لأن الزيت والماء ينفصلان عن بعضهما. إن كانت رائحة المنزل كريهة جداً فضع على النار بعض كبش القرنفل والقرفة وقشور البرتقال في وعاء يحتوي على ماء واتركها تغلي برفق… ستفوح رائحة عطرة.
طارد غير سام للحشرات: هل تعلم أن العديد من الشركات المنتجة لمبيدات الحشرات تستخدم زيت كبش القرنفل العطري كأحد المكونات الفاعلة في منتجاتها؟ إن كان لديك بعض أوراق القرنفل أو الزيت فيمكنك ببساطة أن تستخدمها بدلاً من إنفاق المال على مبيدات الحشرات. يمكنك أيضاً أن تزرع القرنفل حول حديقتك لتصدّ الحشرات التي تحاول الدخول إلى حديقتك. يمكنك أيضاً أن تضع بعض الزيت على جسمك بحيث لا يقترب منك الناموس والحشرات.