ترقق العظام هو خلل متعدد الأسباب في الهيكل العظمي يؤدي إلى نقص المعادن فيه وخسارة تدريجية للكتلة العظمية مما يشجع خطر الإصابة بكسور.
العمر ليس هو سبب ترقق العظام، لكنه بالأحرى نتيجة خياراتنا في الحياة، سوء التغذية، قلة النشاط الرياضي والنقص في هورمون البروجسترون، وأحد الأسباب الكبرى هو العلاجات التعويضية بالأستروجين بدون موازنته مع هورمون البروجسترون.
العلاج بالأستروجين بدون موازنته بالبروجسترون يسبب احتباس الماء والملح، يزيد من تخثر الدم، يشجع تراكم الدهون، يسبب خللاً في إفراز هورمون الغدة الدرقية T4، يشجع تشكيل التليفات في الرحم، يزيد من آلام الثديين ومن التكيسات فيهما، يزيد خطر الإصابة بحصى المرارة والتهابها وخلل الكبد، وما هو مقلق أكثر أنه يرفع خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم والثديين.
النقص في المعادن يمكن أن يؤدي أيضاً إلى ترقق العظام، هذا النقص قد تتسبب به مشاكل المعدة التي لا تفرز ما يكفي من الحمض ولهذا لا تساعد على امتصاص الكالسيوم، وتؤدي إلى النقص في الفيتامين D.
إدخال الكالسيوم إلى العظام هو مهمة الأنزيمات التي تستخدم المغنيزيوم كعامل مساعد.
إذا كان هناك نقص في المغنيزيوم، يصبح من الصعب على الكالسيوم أن يدخل في تركيب العظام، ولكنه قد يظهر على شكل تكلسات في نقاط التقاء الأوتار، الأنسجة ما حول المفاصل، المفاصل، مما يتسبب بإلتهاب الأوتار، التهاب الجيوب، التهاب المفاصل وتشكّل نتؤات عظمية. المغنيزيوم هو معدن غالباً ما نعاني من نقص فيه في نظامنا الغذائي الحديث، كما أن الأسمدة الكيميائية المستخدمة تحتوي على كمية كبيرة من البوتاسيوم الذي هو العدو اللدود للمغنيزيوم. استهلاك السكر المكرر والكحول يزيد من خروج المغنيزيوم من الجسم مع البول، مما يؤدي إلى النقص فيه.
بإختصار، النقص في المغنيزيوم يضعف من استخدام الكالسيوم لبناء العظام وينتج عنه تراكم الكالسيوم في الأنسجة اللينة لا في العظام.
معادن أخرى مشاركة في بناء العظام:
- الزنك هو مساعد أساسي للأنزيمات التي تحوّل البيتا كاروتين إلى فيتامين A في داخل الخلية.
- المنغنيز، البور، السترونتيوم، السيليسيوم تشارك أيضاً في بناء العظام.
- الفيتامين D ضروري لنقل الكالسيوم والفوسفور من الأمعاء إلى البلاسما الدموية. إنه يسمح بإعادة امتصاص الكالسيوم والفوسفات من البول عندما يمر من خلال الكليتين وهو يشجع على تزويد العظام بالمعادن.
- الفيتامين A مهم لتصنيع الأنسجة الضامة والكولاجين في الغضاريف والعظام (يصبح تحويل البيتا كاروتين غير ذي جدوى إذا كان هناك نقص في الزنك).
- والفيتامين C مهم أيضاً لتركيب وإصلاح كل الكولاجين بما فيها الغضاريف والعظام.
- كما أن الفيتامين K مفيد لبناء العظام. ومع هذا فإن الاستخدام المطول للمضادات الحيوية يمكن أن يحدّ من الفلورا المعوية ويجعل إنتاج الفيتامين K صعباً.
- الفيتامين B16 يعمل مع المغنيزيوم كمساعد لعدد كبير من الأنزيمات كما أن ال B6 يشجع إنتاج البروجسترون، يحدّ من التفاعلات الالتهابية في الأنسجة الضامة ويساعد على إصلاح الكولاجين.
العوامل المؤذية لعظامنا:
- فائض البروتينات الذي يزيد تسرب الكالسيوم عبر البول.
- المضادات الحيوية تقتل الفلورا المعوية التي تصنّع الفيتامين K.
- الفلور الذي هو كابح قوي للأنزيمات وينتج عنه تغييرات مرضية في العظام تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بكسور.
- الإفراط في الكحول الذي يؤدي إلى خسارة المغنيزيوم.
- فرط إفراز الغدة الدرقية الذي يسرع فقدان الكثافة العظمية.
- نضيف التستوستيرون عند الرجال الذي له نفس وظيفة البروجسترون عند النساء أيضا
هذه لمحة سريعة عن ترقق العظام الذي ليس بأي حال مرضاً من أمراض الشيخوخة. كما أنه مرض حديث جداً لأن الدراسات التي جرت على هياكل عظمية تعود إلى 100 سنة أو 200 سنة لم تكشف أي شكل من أشكال ترقق العظام. فهذا المرض مرتبط بأسلوب الحياة الحديث، بنقص المعادن في الجسم وبوصف الأستروجين بطريقة غير متوازنة مع البروجسترون الطبيعي، وبخلل في الغدد يصيب هورمونات الغدد التناسلية (المبيض والخصيتين).