عادات النظافة والتعقيم: لا نمزح في مسألة النظافة في مجتمعنا! فالخارج من أجسامنا كما الداخل يجب أن يكون نظيفاً من الرأس إلى أخمص القدمين. مما لا شك فيه أن الإعلانات التي تشيطن بكل بلاهة البكتيريا تلعب دوراً كبيراً حتى وإن ارتفعت أصوات متزايدة تندد بتدمير البكتيريا المفيدة وتشدد على أهميتها في الحفاظ على المناعة وتعزيزها.
ولن نكذب على أنفسنا وندّعي أن الجراثيم ليست منتشرة من حولنا وأن جهازنا المناعي لا يمكنه أن يخلّصنا منها عند الحاجة! على أيّ حال، يمكن لهذا الهوس بالنظافة أن يسفر عن خطوات نعتقد أنها أساسية لتجنّب التعرّض للجراثيم؛ علماً أنّ بعضها ليس جنونياً وحسب نظراً لأنّ لا فائدة منه، بل مضرّ بالصحة أحياناً!
إليكم لمحة عن خطوات “النظافة” هذه التي ينبغي علينا أن ننساها سريعاً.
1. استخدام كمّ القميص لفتح الباب أو طلب المصعد بالمرفق
نعلم أنّ العدوى تنتقل بشكل كبير بواسطة اليدين. بالتالي، نلجأ إلى وسائل أخرى بديلة لنقوم بما نريد من دون أن نستعين بيدينا فنحمي أنفسنا بهذه الطريقة. يلعب القماش أولاً دور “الحاجز” إلا أنّ المشكلة هنا تكمن في أن البكتيريا والعناصر المسببة للمرض لا تتوانى عن التعلّق بالملابس. إذن، ستبقى موجودة (حتى مع غسل الملابس أحياناً) وإذا لمستم القماش من دون انتباه فستنتقل هذه العناصر إليكم في نهاية الأمر! أما الذراع أو المرفق أو ظهر اليد فقد تلمسها اليدان أو قد تلمس الوجه أو نقاط أخرى حساسة من الجسم في وقت ما. والخلاصة هنا هي أنه من الأفضل أن نلمس الأشياء بيدينا وأن نعمد إلى تنظيفهما لاحقاً أو أن نستخدم مناديل ورقية (وهذا لا يخدم البيئة كثيراً).
2. في المراحيض العامة، شدّ السيفون بالقدم حفاظاً على النظافة
إن كانت قبضة السيفون متسخة فبسبب عادات كهذه، فأحذيتنا مليئة بالقذارة المتراكمة ليس من المراحيض وحسب بل من الأماكن الأخرى أيضاً. بالتالي، فإن استخدام القدم لا ينفع إلا في زيادة اتساخ القبضة من دون داعٍ بالنسبة إلى الأشخاص الذين سيستخدمون الحمام من بعدكم. وهذا ليس لطيفاً أبداً! كما أن البكتيريا التي تثير خوفكم لا تبقى طويلاً على أسطح الحمامات الملساء والباردة. وبعد الضغط على المقبض، نتوجّه عموماً نحو الحوض لنغسل أيدينا ونمنع انتشار البكتيريا عبر الحفاظ على نظافة اليدين. إذن، لمَ علينا أن نقوم بأعمال تتطلب لياقة بدنية وكأننا نمارس الجمباز إن كنا سنغسل أيدينا بعدئذ؟
3. فوطة مضادة للباكتيريا للحفاظ على نظافة المنزل
هذه الفوط عمليّة لكن سلبياتها عديدة أيضاً. يمكننا أن نشير أولاً إلى الأثر البيئي كما أن بعض الأشخاص يميلون إلى استخدامها للتنظيف في حين أنها تعقّم وحسب. في الواقع، إنها كماء الجافيل: تعقّم إنما لا تنظّف شيئاً. ونحن غالباً ما نسيء استخدامها، فللحفاظ على فاعليتها، لا يمكننا أن نستخدم الفوطة نفسها لكافة الغرف ولمختلف الأسطح إذ أنّ الباكتيريا تصبح مقاومة وتنتقل بالتالي من غرفة إلى أخرى. كما أنها لا تناسب لعملية تنظيف سريعة وسطحية لبضع ثوانٍ. باختصار، لا فائدة من استخدامها إن كنتم لا تنون استبدالها مرات عدة بعد تنظيف مساحات صغيرة وإن لم تخصصوا ما يكفي من الوقت لعملية التنظيف… وهكذا، نرى أن لا فائدة كبرى نجنيها من استخدامها أو أن استخدامها ليس بالسهولة التي نعتقد.
4. التطرّف في تنظيف الأعضاء التناسلية عند النساء للتخلّص من الروائح والأوساخ
إنّ المبالغة في تنظيف هذه المنطقة من الجسم، لاسيما السعي للتخلّص من أيّ رائحة وبأيّ ثمن، هي لسوء الحظ الوسيلة الفضلى كي تظهر مشاكل الروائح بالتحديد. كما من شأن ذلك أن يتسبب بردّ فعل تحسسي وبأمراض نسائية. وتعريض هذه المنطقة الحساسة من الجسم للكثير من المنتجات المعطّرة والمسببة للحساسية (صابون، مناديل، فوط يومية) يعني ألا نحترمها لاسيما وأنها تملك طريقة تنظيف خاصة بها. فوضع الماء في المهبل (بالمضخة الصغيرة أو حتى باليد) يؤدي إلى الاخلال بالبيئة الحيوية فيه التي تختلف درجة حموضتها عن درجة حموضة الماء. يجب أن يبقى التنظيف سطحياً وخارجياً لندع الطبيعة تقوم بعملها!
اقرؤا الجزء الأول: 3 عادات في النظافة والتعقيم نقوم بها كلنا مع أنها لا تفيد في شيء ! (1)
انتظرونا بالجزء الثالث: عادات أخرى في النظافة والتعقيم نقوم بها كلنا مع أنها لا تفيد في شيء ! (3)