العلاجات الطبيعية للصدفية
سنبدأ بتنظيف الجسم…والفكر.
فيما يتعلق بالجسم، الحلول معروفة جيداً.
تغيير النظام الغذائي وأسلوب الحياة:
الخطوة الاولى هي حذف منتجات الحليب، الحلويات والشوكولا بكامل أنواعها، اللحوم المصنعة، السمك والقشريات، الكحول والسجائر.
يجب أن تتجنبوا نهائياً حك طبقات الصدفية، وتطهيرها بالكحول. المطهر المفيد في تشجيع التئام الجروح هو ماء الفضة الذي عليكم وضعه على شكل كمادات مرتين باليوم.
اهربوا من المناطق الملوثة ومسببات التوتر والضغط النفسي. الجأوا إلى البحر: حمامات البحر وحمامات الشمس هي ما سوف ينقذكم.
أوقفوا مؤقتاً اللقاحات، البيسين، علاجات التحسس، اللقاحات التذكيرية ما عدا الكزاز.
أزيلوا من غرفتكم كل ما يحتوي على الريش، الصوف. لا تلمسوا الصوف الزجاجي. تجنبوا العشب المجزوز حديثاً، غبار الذرة، غبار الطلع، الميموزا، الأسمدة. ضعوا ماسكاً ورقياً عند الضرورة.
احترسوا من الدهانات (استعملوا دهانات مضادة للحساسية)، ومن اللاك، والحيوانات المنزلية (وخصوصاً الكلاب، القطط، العصافير، الأحصنة)، المستحضرات المضادة للذباب ومعطرات الجو.
في موسم الغبار، رطبوا جسمكم بعد الحمام او الدوش عن طريق وضع نقطة من زيت الورد على بشرتكم المبللة وافركوها بلطف.
ضعوا، أربع مرات في اليوم، كريماً أساسه 0,05% من الفلفل الحار (Capsicum frutescens). هذا الفلفل يحتوي على الكابسييسين. إنها المادة “التي تلذع”، ولديها القدرة على الحدّ من الإلتهاب ومنع تمدد الأوعية الدموية في البشرة والتخفيف من الحكّة التي تسببها الصدفية. تبدأ النتائج بالظهور في خلال 14 يوم من العلاج.
هناك كريم آخر طبيعي فعال ضد الصدفية المعتدلة وهو مصنوع من عشبة الماهونيا (Mahonia aquifolium).
المكملات الغذائية:
استهلكوا على الأقل ثلاث ملاعق كبيرة باليوم من زيت عضوي معصور على البارد غني بالأوميغا 3. هذه الأحماض الدهنية لها تأثير مضاد للإلتهاب ينعكس إيجابياً على الصدفية.
لكن بعض الدراسات تشير إلى فعالية عالية لليسيتين البحري والأحماض الدهنية الموجودة في بيض السمك والتي نجدها أيضاً في دماغ الحيوانات.
الليسيتين هو مادة غذائية ضرورية للبشر لكنها أصبحت نادرة جداً في نظامنا الغذائي الحديث، لأن القليل جداً من الناس ما زالوا يستهلكون أحشاء الحيوانات بانتظام.
النبتة “الملكة” المضادة للصدفية وأمراض البشرة هي البابونج الألماني (Matrica recutit)، الذي نستخدم اوراقه لتحضير كمادات. انقعوا 3غ إلى 10غ من الأزهار المجففة في 100 ملل من الماء المغلي، اتركوها تبرد وضعوها على الكمادات.
علاج التنظيف يجب أن يكون مدعوماً بنقيع نبتة شوك الجمل أو زهورات الختمية.
في حالة الصدفية على فروة الشعر، اشربوا 3 أكواب باليوم من زهورات مركبة من النباتات التالية: لسان الثور، حلوة مرة، الفشاغ، البنفسج.
حول تنظيف الفكر:
تعلموا علاجاً نفسياً من نوع EFT (Emotional Freedom Technique)، EMDR (طريقة حركات العين). معروف أن الضغط النفسي هو عامل مسبب للصدفية. وهذا أمر معروف علمياً منذ 25 سنة.
ما هو أفضل بكثير: البحر الميت
البحر الميت هو أكثر الأراضي انخفاضاً على سطح الكرة الأرضية، بمستوى 400 متر تحت سطح البحر. تشرق الشمس هناك أكثر من 300 يوم في السنة. إنها تساعد على تركيز البيكاربونات، المغنيزيوم، البروم والبوتاسيوم بنسب تفوق أكثر من عشر مرات تلك الموجودة في البحر المتوسط (345 غرام من الأملاح المعدنية بالليتر، مقابل 37).
ينتج عن هذا غيمة من البخار المثقل بالأملاح التي تصفي الأشعة فوق البنفسجية للشمس. التأثير المضاعف للأملاح مع الأشعة الشمسية، المفيدة بشكل خاص في هذه المنطقة، تساعد في علاج الصدفية.
حمامات الوحل في البحر الميت مخصصة لإلتهاب المفاصل الصدفي.
مدة العلاج ما بين 3 و4 أسابيع.
حوالى 90% من المرضى يتحسنون بشكل واضح و70% لا تعاود طبقات القشرة ظهورها عندهم.
الفترة الزمنية اللازمة لتراجع المرض هي حوالى 8 شهور.
العلاج فعال جداً إذن، والتأثيرات الجانبية نادرة ومحدودة.
المشكلة أن القليل جداً من الناس يمكنهم أن يسكنوا على ضفاف البحر الميت طوال حياتهم.
الطريقة الثلاثية: صبر، شمس، تفاؤل
يجب أن نمتلك جرعة مقدسة من التفاؤل للحفاظ على الأمل في مواجهة نوبات الصدفية.
مع هذا، علينا أن نتذكر، حتى في أسوأ النوبات، أن الصدفية تتطور دائماً. إنها تتفاقم ثم تتراجع، ومن الشائع أن تختفي تماماً وتدعكم مرتاحين سنوات أو حتى عقود…حتى موعد الصدمة العاطفية التالية.
في إطار ملاحقة العلاجات، يجب أن لا تستبعدوا شيئاً. الخطأ الأكبر هو أن تعتقدوا، بما أن طبيب الجلد لا يمتلك لا كريماً ولا دواءً فعالاً لحالتكم، فيجب أن تستسلموا.
هذا خطأ فادح. قدركم ليس بين يدي طبيب جلد. يعود لكم أن تبحثوا وتؤمنوا بتجربة غيركم من المرضى في موضوع الصدفية، وكما يقال “من يبحث يجد” ستجدون علاجكم في النهاية.
لكن في العلاج الطبيعي، تُعتبر الصدفية مرضاً نفسياً جسدياً بإمتياز. بحسب وجهة نظر العلاج الطبيعي، يتسبب بها غالباً سوابق عائلية.
بحسب هذه النظرية، فالطبقة ما تحت الجلد هي التي تذهب، وهي الجدار الحامي المسؤول عن بقائنا على قيد الحياة.
تبدأ الصدفية أولاً من الكوعين والركبتين، وهي أعضاء التواصل والتكيف.
لكن الخطر هو أن تصل إلى العنق، مكان الصراعات العقلية، والوجه، مكان المواجهة وجهاً لوجه مع الآخربن، ولكن أيضاً مع أنفسكم عندما تنظرون إلى أنفسكم في المرآة وتتساءلون : “من أكون؟” وترون عندها الأذى الذي يطغى على الصورة.
إنه مرض “الجلد السجين” الذي يحبسكم في الخجل، العار، الإحساس بالسوء والكآبة، ومن هنا أهمية الدعم العاطفي إذا شعرتم أنكم معنيون.
راجعوا الجزء الأول من المقالة : الصدفية : ما هي ولماذا يفشل الاطباء في علاجها ( الجزء الأول )