الهمبرغر:” هل تعرف ؟ أنا أحب بطني !” عديدون هم الأشخاص، وقد تكون أنت منهم، الذين يرددون هذه الجملة لمن حولهم وخصوصاً عندما يكونون جائعين.
ما يحدث فعلياً أن هؤلاء الأشخاص المتعلقين بشكل كامل بمعدتهم، هم بالحقيقة خاضعون للتلاعب الذي يمارسه بطنهم عليهم، أو بالأحرى البكتيريا الموجودة في داخل بطنهم.
يقول الباحث الأميركي Carlo Maley في دراسة منشورة في revueBioEssays ” البكتيريا الموجودة في الأمعاء تتلاعب بكم “. ويتابع :
” الميكروبات الموجودة في الأمعاء تؤثر على السلوك الغذائي وعلى الخيارات الغذائية للبشر بهدف تشجيعهم على استهلاك مغذيات تسمح لها بالنمو بشكل أفضل بدل أن تعيش بطريقة خاملة على المغذيات التي تجدها في طريقها “.
كيف تستطيع الكتيريا أن تتحكم بذوقنا في الأطعمة ؟
قد لا تعرفون هذا، ولكن عدداً كبيراً من البكتيريا يسرح ويمرح في بطنكم : ” الأمعاء وحدها تحتوي 100000000000000بكتيريا “. إذا كان هذا الوجود الكبير يدفعكم لكي تشهقوا، نقول لكم إنه بدون هذه البكتيريا ستكونون بالتأكيد مرضى بما أنها تساهم بشكل فعال في المحافظة على حياتنا.
كل نوع من أنواع هذه البكتيريا لديها حاجات خاصة :” بعضها يفضل الدهون وبعضها الآخر يفضل السكر مثلاً “.
بعضها الآخر يعشق الطحالب، كما في حالة البكتيريا التي اكتشفت في بطن اليابانيين سنة 2010 !
هذه البكتيريا تنظم نفسها لتجعلنا نعرف ما تفضله، عن طريق إفراز بعض الجزيئات في أمعائنا مرتبطة بالأجهزة المناعية والعصبية والغدد الداخلية. بهذا الطريقة يتم إرسال رغبات البكتيريا إلى الدماغ، الذي يوصل “الطلبية” لنا. هذا ما يشرح جزئياً بعض العادات الغذائية، أو الرغبات التي لا تقاوم.
لحسن الحظ، يقول الباحثون إن هذه الآلية تعمل بالاتجاهين. بنفس الطريقة التي تملي فيها الكتيريا علينا ما تريد أن نأكله، نحن نستطيع أن نتحرر منها بتغيير نظامنا الغذائي. ” إنه نظام بيئي متكامل يمكن أن يتغير في بضع دقائق. عندما نغير ما نأكله بشكل متعمد، من الممكن أن نلاحظ تغييرات في الوسط البكتيري في خلال 24 ساعة “.
هذه الاكتشافات التي قام بها العلماء يمكن استخدامها في محاربة مشاكل البدانة. فيمكن هكذا أن يصف الاختصاصيون في المستقبل ريجيماً خاصاً لكل شخص حسب طبيعة ونوعية البكتيريا عنده، للحفاظ على رشاقته وعلى صحته.