كما تكيل يُكال لك
قصّة نعيش تفاصيلها كل يوم!
في قرية نائية، في جبال الصين، يعيش رجل متواضع الحال مع زوجته، لا يمتلكان من سبل العيش سوى بقرتين يصنعان من حليبهما السمن ويبيعانه لتاجر في قرية مجاورة.
كان الرجل يحمل السمن في سلّة ويسير مسافة يوم كامل ليبيعها للتاجر نفسه الذي اعتاد أن يشتري منه السمن منذ سنين.
وفي أحد الأيام، وصل الرجل لاهثاً مثقلاً بحمله إلى دكّان التاجر فإذا بهذا الأخير يستقبله عابساً.
– ما بالك يا صديقي؟ هل حدث لك مكروه لا سمح الله؟
فأجابه التاجر:” في المرّة السابقة خطر لي أن أزن كيلوغرام السمن الذي تبيعه لي منذ سنين فإذا بي أتفاجأ أن وزنه ينقص عن كيلوغرام! كيف استطعت أن تغشّني طوال كلّ تلك السنين!! ألا تستحي يا رجل؟
طأطأ المزارع الفقير رأسه وغرق في تأمّل عميق.
– بكم تعتقد أنك تدين لي الآن؟ تابع التاجر صائحاً.
نظر الرجل المسكين إلى التاجر وقال متلعثماً:” سيدي، أنا رجل ضيّق الحال ولا يفضل لي من المال ما يسمح لي بأن أشتري مكيالاً لأزن السمن الذي أبيعه. لذلك خطر لي أول مرّة جئت فيها إليك لأبيعك السمن، أن أشتري منك كيلوغراماً من الملح وأستعمله كمكيال!!! ومنذ ذلك الوقت وأنا أكيل بمكيالك سيدي!