لن يفاجئ البحث الذي أجراه معهد ملبورن للأبحاث الاجتماعية والاقتصادية المطبّقة البعض منا. وجد الباحثون أن الأشخاص ذوي الموقف الذهني الايجابي عموماً والنظرة الايجابية إلى الحياة يعتمدون على الأرجح أسلوب حياة أكثر صحة. تقول النتائج التي توصلوا إليها “إن كنت سعيداً فستكون بصحة جيدة.”
قوة الأفكار الإيجابية
نُشر البحث في سلسلة إصدارات معهد مالبورن، ودرس سلوك وأسلوب حياة أكثر من 7000 شخص في استراليا.
تقول ديبورا كوب-كلارك، كاتبة الدراسة: “تظهر أبحاثنا ارتباطاً مباشراً بين شخصية المرء وأسلوب حياته الصحي.”
إنّ الرجال والنساء الذين يحافظون على ايجابيتهم إزاء الحياة يأكلون على الأرجح بشكل أفضل، ويمارسون الرياضة بانتظام ويعتنون بأنفسهم عموماً بشكل أفضل. أما الأشخاص الذين ينظرون إلى الحياة على أنها مسألة حظ أو قدر فيميلون إلى العيش بطريقة أقل صحة ومن المرجّح أن يدخنوا وأن يشربوا الكحول.
النقطة الجوهرية هي: عندما تشعر بأنك تسيطر على حياتك فأنت فعلاً تتحكّم بها.
الأشخاص الذين يواجهون الحياة بذهنية ايجابية هم غالباً أولائك الذين يعتمدون مقاربة عملية حيال كافة الأمور. قد يواجهون العقبات والصعوبات نفسها كأي شخص آخر ذي نظرة سلبية، لكنهم يختارون أن يتفاعلوا بشكل مختلف لا أن يكتفوا برد الفعل.
أما الأشخاص الذين يشعرون دوماً بأن الأحداث تحصل لهم وأن هذه الأحداث تحدد مسار حياتهم فمن المرجع ألا يتمكنوا من التحكّم بحياتهم لأنهم لا يشعرون بأنهم قادرون على التحكّم بها.
اختلفت ردود الأفعال في الدراسة بين الرجال والنساء، وذلك وفقاً للمعاهد الوطنية للصحة. وأوردت HealthDay أنّ الرجال يبحثون عن النتائج الجسدية فيما تسعى النساء خلف اللذة الشاملة الناجمة عن أسلوب الحياة الصحي.
على أيّ حال، يرى الرجال والنساء على حدّ سواء نتائج مواقفهم الايجابية على صحتهم.
في دراسة تمت مراجعتها قبل بضعة أشهر، وجد الباحثون أنّ الصحة الجيدة والأفكار الايجابية تعمل أيضاً على إيجاد تغييرات سلوكية وحتى جسدية. ويمكن لهذا أن يلعب دوراً في فاعلية الأدوية الوهمية… عندما نؤمن بأمر ما ونفكر فيه بطريقة ايجابية، فمن المرجّح أن يثمر. إذا أردت المزيد من الأدلة على أن أفكارك الخاصة وموقفك الذهني الايجابي يمكن أن يؤمن لك الشفاء، فاقرأ هذا.
إذن، سواء أكنت تسعى لخسارة بعض الوزن أم ترغب ببساطة في أن تتمتع بصحة أفضل، يمكن للتفكير الايجابي أن يساعدك. أتحتاج لبعض النصائح كي تفكّر بشكل ايجابي؟ جرّب أن تسير والشمس مشرقة أو في الغابة، أو أن تداعب كلباً أو أن تحمل طفلاً. في الواقع، إنّ مجرد التفكير في هذه الأمور يمكن أن يحقق الفوائد نفسها. لذا، تخلى عن العبوس واستبدله بابتسامة.